كثر الحديث عن مشروع التسوية السياسية وانشقت منه اسماء متعددة خاصة بكل زعيم لامجال لذكرها ، لكن الواقع يشير الى ان العقلية المسيطرة على الحكم في العراق منذ ٢٠٠٣ لازالت متمسكة بنفس افكارها التي جرت البلاد الى خراب ودمار
مامعنى ان تعلن انك تؤمن بتسوية وفي نفس الوقت تعلن الخوف من المعارضين السياسيين لك ؟ التسوية تحتاج الى قادة يمتازون بالشجاعة الكافية التي تؤهلهم للقيام بخطوات جريئة من اجل التوصل الى حل مقنع لجميع الاطراف
في انقرة عقدت المعارضة العراقية مؤتمرا للتباحث حول مايمر به العراق في الوضع الراهن و المستقبل ، هذا المؤتمر حضره الكثير من النواب الحاليين وشخصيات سياسية مهمة لها ثقلها في الشارع ان اتفقنا معهم او اختلفنا
يجب على القائمين على الحكومة واصحاب التسويات ان ينفتحوا على مثل هكذا مؤتمرات لاان يقاطعونها فما فائدة التسويات ان لم تستمع الى الاصوات المعارضة ؟
حجة المعارضين لهذه المؤتمرات انها تضم في صفوفها شخصيات متهمة بالارهاب لكن هذه الحجة تبقى وهمية لانها لم توثق ولانعرف شيئا عن طبيعة التهم الموجهة لكل شخصية ولم تستطع المخابرات العراقية الحالية من اختراق هذه المؤتمرات لتبين للشعب بالصوت والصورة اهدافها ان كانت ارهابية بالفعل
كفاكم من الاسطوانة المشروخة التي تعتبر كل من ليس معكم هو ارهابي وضد العراق وكل المعارضين للعملية السياسية هم ارهابيون ومتلطخون بالدماء
في ظل الاسطوانة التي حفظناها على القلب استطاعت داعش ان تحتل ثلث الاراضي العراقية والموت المجاني طال مئات الالاف من العراقيين
كذلك تتحدثون عن ضرورة ايجاد مرحلة جديدة اطلقتم عليها مرحلة مابعد داعش فماهي ملامح هذه المرحلة ؟ اذا كنتم تؤمنون بنفس الافكار السابقة
على السياسيين ان يفهموا جيدا ان الخطاب القديم قد انتهى وعليهم التفكير بخطاب جديد ينفتح على شركاء الوطن واحتواء كل من يؤمن بالعراق الجديد وينبذ جميع التشكيلات الارهابية ، وبخلاف ذلك ستولد العشرات من اخوات داعش .