23 ديسمبر، 2024 3:37 ص

عن كتاب الصحافه في عالم المتغيرات

عن كتاب الصحافه في عالم المتغيرات

( أولاً ) …. هذه المقالة لم تحْظَ بالنشر في أربع محاولات مع أربع صحف بغداديه (واسعة الانتشار ) … إثنتان منهن ، كان مع كل واحده متابعه و حوار ، وإثنتان لا يصعب فهم دواعي عدم استجابتهما … كان ذلك قبل اكثر من عشر سنوات . وبقيت طيلة هذه المدة محفوظة في ملف ، مع أخوات لها في انتظار اليوم الموعود … بعد تجربة متواضعة مع (كتابات) ، لاح في الأفق أمل بنشرها لتكون هي المرسى لنهاية رحلة قد يكون وصف تفاصيلها في مقالة عن ثنائية ( الصحافه وعقدة النشر ) مناسباً لنشره لمناسبة يوم الصحافة العراقيه في ١٥ أيلول بعد أيام!!
( ثانياً )…. هذه هي المقالة : … نتصفح كتاب ( الصحافه في عالم المتغيرات ) ونقرأ في (ص١٦٦) ما يتناوله المؤلف لعدد من الأخطاء الشائعة في الكتابه الصحفيه ، فينهي الصحفيين عن اللجؤ الى المبالغه الوصفية . وللتوضيح ضرب مثلاً … (يعرف – الجميع – أن هذا صحيح … و… لقد طرب جمهور المستمعين ـ بأكمله – )
( ثالثاً )…. بعد أن انتهينا من قراءة هذا التوجيه الوجيه نجد ان المؤلف نفسه وفي صفحات أخرى من الكتاب نفسه ، يقع في شباك هذا الخطأ الشائع الذي نهى عنه. … هنا يدعو واجب ( التنبيه ) أن نجتهد فيما وجدناه في الكتاب من وصف يرقى للمبالغة ، في عينة مختاره من بعض الصفحات .
( رابعاً ) ….
( ١ ) …يقول في ( ص ٩ )… في الظروف الاعتياديه يسلم الصحفي نفسه للجهد الفكري والعصبي المتزايد وبالنتيجة يعرض جسده الى (( أقسى )) المتاعب الصحيه ، لذلك تغزوا الامراض الصحفيين ، من أمراض القلب والاعصاب وارتفاع الضغط وهبوطه والصداع الدائم وضعف النظر وإرتعاش اليدين وعسر الهظم واضطرابات صحية (( لا تعد ولا تحصى ))
(٢ ) ..ويقول في ( ص ١٢ )… إنها ضمانات تنفع ولكنها هل تمنع موت ما بعد منتصف الليل ؟ الموت المبكر للصحفيين (( كافه ))؟!
( ٣ ) … ويقول في ( ص ٦٦ ) …ويجب ان تتاح ( أحسن ) الظروف لحرية التحرك الصحفي وأداء الواجب الصحفي وذلك بوضع (( كافة )) الحقائق والمعلومات أمام الصحفي.
( خامساً) … ونمضي نقرأ عن الأخطاء الشائعه ( ص ١٦٧ ) حيث ينهي المؤلف عن ( الميل لاطلاق الاحكام التقريرية المطلقه والتي تنم عن إنحياز عاطفي أو عن إنفلات لغوي أو عن آراء مسبقه ) … لكننا عندما نقرأ الصفحتان (٨ و ٩ ) ، حيث يتحدث المؤلف عن الصحفيين والمهنه الصحفيه ، نجد أن ما جاء بقلمه يقع في خانة هذا الخطأ الشائع ، وكما يتضح من نماذج اخترناها من هاتين الصفحتين حيث يقول : …
( ١) … ليست هناك مهنة شاقة مثل المهنه الصحفيه ، أو انها الشقاء اللذيذ والانتحار السريع … وكاتب المقاله يسهر الليالي مفكراً ، متأملاً ، مدققاً في المصادر لكتابة موضوع صحفي يقرأه (( الجميع )) …ويركض الصحفي نهاراً ويسهر ليلاً حتى يقدم للمجتمع المادة الصحفيه التي ينتفع منها أو يسترشد بها أو يتلذذ بها … فالصحافة هي غذاؤه وتفكيره وهي التي تحدد وتيرة حياته ، بل وحتى نوعية أحلامه ، فالمهنه التي تجعله في ركض دائم تطارده في أحلامه ايضاً … فالصحفي تسيطر عليه وظيفته ولا يسيطر على نفسه … وعائلته محرومه منه ، الاّ في حالات بسيطه متقطعه … فحق أن تسمى بعض الامراض بأمراض الصحفيين فهي معروفة وتعم القلب والرأس والاعصاب وتفتك بالصحفيين فتكاً ، فهم (( أكثر )) الناس شقاءاً ولكن شقائهم هذا هو فرحهم بالذات.
(٢ ) … (( ما من شك )) في أن الصحفي الشريف لا يمكن أن تصرعه الرشاوى ..
( سادساً ) …
( ١ ) … الاجتهاد في العينه المختاره التي تناولناها ، هو أن المؤلف ينهي عن خطأ شائع ويأتي بمثله بنفس الكتاب … فإن أخطأ المرء في اجتهاده هذا فان الاعتذار واجب ، وإن أصاب فقد قام بما عليه من واجب !!
( ٢ ) … في استذكار ليوم الصحافه العراقيه ، قبل أعوام ، وجدنا في صحيفه بغداديه ، مقالة إستنسخ صاحبها ، بانتحال واضح ، من الكتاب موضوع البحث معظم ما ذكرناه عن الصحفيين ومهنة الصحافة ، وبما تضمنته من مبالغه وإحكام تقريرية وإنحياز عاطفي … وقد يأتينا يوم الصحافه القادم بالمزيد من الأخطاء الشائعة ، موضوع البحث ، حتى يأذن الله بأن ننتفع من الدرس !!