18 ديسمبر، 2024 9:03 م

عن ظاهرة طعن رجال الدين في إيران

عن ظاهرة طعن رجال الدين في إيران

منذ 38 عاما. والشعب الايراني يخضع لنظام ديني صارم يحد من کل أنواع الحرية و الديمقراطية و يرفض بشکل خاص و واضح مبادئ حقوق الانسان، ومع إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أعقب النظام الملکي الذي يصفه في أدبياته بالنظام الدکتاتوري و الطاغوتي، لکن ليس هناك من بإمکانه القول أبدا بأن النظام الحالي أفضل من النظام السابق وإنه أکثر ديمقراطية و إنتفاحا على الشعب، بل إن الشعب الايراني وبسبب ماعان و يعانيه على يد النظام الحالي جعله يترحم على النظام السابق.
الثورة الايرانية التي کانت نتاجا لتحرك جماهيري واسع النطاق لجميع شرائح و مکونات الشعب الايراني و أطيافه، حيث لعبت فيه منظمة مجاهدي خلق دورا کبيرا و اساسيا في إشعال لهيب الثورة و عملت على ديمومتها و استمراريتها حتى النصر المٶزر في 11 شباط1979، لکن التيار الديني المتشدد في الثورة و لأسباب و عوامل شتى لامجال لطرحها في هذا المتسع الضيق، تمکنت من مصادرة الثورة و السيطرة عليها و جعلها ذات طابع ديني بحت بعد أن أبعدت کل المعالم الانسانية و الديمقراطية و التحررية منها، وأمسکت الامور بيد من حديد حيث إن النظام الذي يسعى من أجل مشروعه بخصوص بناء إمبراطورية دينية على حساب دول المنطقة يبذل کل مابوسعه عاما بعد عام لتشديد و تضييق الخناق أکثر على الشعب خصوصا وإنه قد إعتمد على رکيزتين اساسيتين لضمان بقاء و إستمرارية النظام و تنفيذ مشروعه وهما:
ـ قمع الشعب الايراني في الداخل.
ـ تصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة و العالم.
بعد 38 عاما من حکم هذا النظام، وصل هذا الشعب الى حد بيع الاجنة في بطون الامهات و بيع أعضاء الجسد و البنات، والى حد السکن في المقابر و في بيوت من الورق المقوى الى جانب إرتفاع نسبة الادمان بحيث وصلت الى 11 مليون عائلة مدمنة و إتساع رقعة التفکك الاسري و إرتفاع نسبة الجريمة و مظاهر أخرى مختلفة تبين بأن هذا النظام قد أوصل الشعب ليس الى حافة الخطر وانما بدأ يدفع به نحو الهاوية السحيقة في الوقت الذي يجد فيه هذا الشعب رجال الدين وخصوصا الذين في خدمة النظام، ينعمون برغد العيش و في بحبوحة، ويکفي أن نشير الى أن المرشد الاعلى للنظام يجلس على إمبراطورية مالية تقدر بأکثر من 95 مليارد دولار، هذا الى جانب النماذج الاخرى التي ترفل في العز و النعيم فيما بات 70% من الشعب يعيشون تحت خط الفقر و قرابة 30% يواجهون المجاعة، ومن هنا فإن التقارير الخبرية التي نقلت معلومات عن إزدياد ظاهرة طعن رجال الدين بالسکاکين في إيران، فإن ذلك يعبر عن مدى إرتفاع مستوى الکراهية و الرفض لرجال الدين الذي صاروا رمزا للإستغلال و الاستعباد و الظلم، بل وإننانرى بأن کل طعنة توجه لرجل دين في إيران انما هي طعنة توجه للنظام ککل و لشخص المرشد الاعلى الذي يعتبر اساس و رمز هذا النظام، وهو يدل أيضا على إن الشعب لم يعد بمقدوره المزيد من التحمل و السکوت عن ظلم رجال الدين المستبدين و يطمح الى إسقاط نظامهم و تغييره بأية طريقة کانت.