19 ديسمبر، 2024 1:54 ص

عن ضمان الاستقرار للمنطقة

عن ضمان الاستقرار للمنطقة

مع إنتهاء زوبعة الانتخابات الايرانية و التي اسفرت عن عودة روحاني لأربعة أعوام أخرى، لم يدع حبر تصريحه ضد الحرس الثوري أثناء الانتخابات أن يجف حتى بادر الى إطلاق تصريح ينهي مفعول تصريحه السابق، وکما کان متوقعا فإن روحاني قد سارع الى الإشادة بالحرس الثوري و التفاخر به بما يعني أنه ليس هناك من أي خلاف او إختلاف معه.
روحاني الذي حذر الحرس الثوري و طالبه أثناء الانتخابات بعدم التدخل في السياسة، وظن البعض بأن هذا الخلاف سيتفاقم و يتوسع أکثر فأکثر، لکن سرعان مابادر وزير خارجية روحاني للإدلاء بتصريح أکف فيه التنسيق القائم بين وزارته و بين قاسم سليماني بشأن الاوضاع في سوريا و العراق و غيرها، وقد زاد روحاني على هذا التصريح الملفت للنظر لظريف و الذي يٶکد تورط إدارة روحاني مع الحرس الثوري في التدخلات الخارجية في المنطقة، بقوله:” إننا نفخر بقواتنا المسلحة في الجيش والحرس الثوري والباسيج وقوى الأمن، ونعتبر قوتهم ضمانا للسلام والاستقرار في المنطقة، والأمن والرفاه لشعبنا”.، وهذا الکلام يعني و بصريح العبارة إن روحاني يعتبر تدخلات الحرس الثوري في بلدان المنطقة ضمانا للسلام و الاستقرار في المنطقة، فأي سلام و أي إستقرار هذا الذي يتحدث عنه روحاني؟
روحاني الذي أطلق تصريح عرى فيه نفسه و النظام عندما أعلن بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية”لم يعرف منذ 38 عاما سوى الإعدام والسجون”، فإنه يعلم جيدا بأن هذا النظام يعتمد کليا على الحرس الثوري کجهاز لقمع الشعب الايراني في الداخل و تصدير التطرف و الارهاب و التدخلات في خارج إيران، وقد کانت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي دقيقة و معبرة في وصفها لروحاني بهذا الصدد في بيانها الذي أعلنته بمناسبة إعادة إنتخابه عندما قالت:” ولا يمكن التوقع من روحاني أكثر من ذلك، حيث أنه كان خلال 38 عاما الماضية بين المسؤولين الأمنيين والعسكريين الأوائل في تطبيق القمع وتأجيج الحروب في هذا النظام وكما استذكر منافسوه كان منذ البدايات يطالب بشنق المتآمرين في صلوات الجمعة.”، ذلك إن ماقد حدث أثناء فترة الولاية الاولى له، يٶکد ذلك و يبين من إنه کان يقول شيئا و يطبق نقيضه في الواقع.
إن ضمان السلام و الاستقرار في المنطقة و بصورة جذرية يکمن في التغيير في إيران خصوصا عندما إستطردت رجوي في بيانها آنف الذکر و أکدت على أن:” حلّ مشكلة إيران هو إسقاط الاستبداد الديني بيد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، واحلال الحرية وحكم الشعب بدل حكم الملالي.”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات