لم تعد الدول العربية تلتزم الصمت حيال الدور الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة ولاسيما فيما يتعلق بتصديره للتطرف الديني و الارهاب و التدخل في شٶونها و القيام بتأسيس أحزاب و ميليشيات ترى في هذا النظام مرجعيتها السياسية و الفکرية و تقوم بتنفيذ مايطلب منها بما لايتفق و يتلائم مع أمن و إستقرار هذه الدول و مصالحها الوطنية، وإن هذه الدول کما يبدو من حقها الکامل أن تبحث عن کافة الخيارات المتاحة أمامها من أجل مواجهة و درء هذا الدور السلبي لطهران.
منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، و الجهد الدبلوماسي الرسمي و الجانبي الايراني مضافا إليه ماتنفخ فيه الماکنة الاعلامية الرسمية، يصب في إتجاه دق إسفين بين المعارضة الايرانية النشيطة المٶثرة على النظام في طهران، ولاسيما المجلس الوطني للمقاومة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق بشکل خاص، وبين شعوب و دول المنطقة، وهي لم تکف عن نشر الاشاعات و التقارير المفبرکة في دهاليز و أقبية الحرس الثوري و المخابرات الايرانية عن مزاعم باطلة لاوجود لها في الواقع من حيث إن المقاومة الايرانية تعادي شعوب المنطقة وبالاخص الشعب العراقي و متورطة بإرتکاب جرائم ضده!
نشر هذه الاکاذيب و بثها من خلال أبواق مأجورة لاهم لها سوى قلب الحقائق و الالتفاف عليها، أمر لم يکف هذا النظام عنه، لکن هذه المحاولات المشبوهة و الخبيثة لم تعد تنطلي على أحد ولاسيما بعد أن صار واضحا للعالل کله المخططات المشبوهة لطهران من أجل إبادة اللاجئين السياسيين المقيمين في العراق من ژعضاء منظمة مجاهدي خلق و الذين واجهوا الکثير من الحملات العسکرية و الهجمات الصاروخية بصدور عارية الى جانب حصار جائر مفروض عليهم منذ أکثر من 6 أعوام، وقد توضحت الصورة أکثر بعد أن قامت المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق بنشر وثائق و مستمسکات دامغة عن النشاطات المعادية لطهران ضد شعوب و دول المنطقة.
الحاجز الوهمي الذي صنعته طهران بين المقاومة الايرانية و بين شعوب و دول المنطقة و الذي صرفت عليه أموالا طائلة على حساب قوت الشعب الايراني، بدأ يتبدد و يتلاشى وإن ماقد جرى في التجمع الاخير للمقاومة الايرانية في باريس في 9 تموز2016، قد أکد هذه الحقيقة.
الدول العربية التي صارت واثقة من الدور السلبي الخطير لهذا النظام ضد أمنها و إستقرارها و سيادتها الوطنية، يجب عليها أن تعلم بأن موقفها الاخير في تجمع باريس للمقاومة الايرانية مع أهميته، ليس کافي و عليها أن تعمل من أجل تطوير ذلك الموقف و دفعه للأمام من خلال الاعتراف العربي الرسمي بالمقاومة الايرانية حيث إن ذلك يمثل أکبر ضربة سياسية موجهة لطهران و في نفس الوقت أکبر دعم و إسناد معنوي يتم تقديمه من أجل نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية.
الاعتراف العربي الرسمي بالمقاومة الايرانية، يعني بالضرورة توحيد المواجهة ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بين المقاومة الايرانية و الشعب الايراني من جهة و بين شعوب و دول المنطقة من جهة أخرى، وإن هکذا خطوة أشبه ماتکون بدق مسمار في نعش النظام و محاصرته في زاوية ضيقة و توفير و تهيأة الارضية و الاجواء المناسبة من أجل التعجيل بالتغيير السياسي الجذري الکبير في طهران.
[email protected]