18 ديسمبر، 2024 9:36 م

عن ضرورة الاعتراف بالمقاومة الايرانية عربيا

عن ضرورة الاعتراف بالمقاومة الايرانية عربيا

لم تعد الدول العربية تلتزم الصمت حيال الدور الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة ولاسيما فيما يتعلق بتصديره للتطرف الديني و الارهاب و التدخل في شٶونها و القيام بتأسيس أحزاب و ميليشيات ترى في هذا النظام مرجعيتها السياسية و الفکرية و تقوم بتنفيذ مايطلب منها بما لايتفق و يتلائم مع أمن و إستقرار هذه الدول و مصالحها الوطنية، وإن هذه الدول کما يبدو من حقها الکامل أن تبحث عن کافة الخيارات المتاحة أمامها من أجل مواجهة و درء هذا الدور السلبي لطهران.

منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، و الجهد الدبلوماسي الرسمي و الجانبي الايراني مضافا إليه ماتنفخ فيه الماکنة الاعلامية الرسمية، يصب في إتجاه دق إسفين بين المعارضة الايرانية النشيطة المٶثرة على النظام في طهران، ولاسيما المجلس الوطني للمقاومة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق بشکل خاص، وبين شعوب و دول المنطقة، وهي لم تکف عن نشر الاشاعات و التقارير المفبرکة في دهاليز و أقبية الحرس الثوري و المخابرات الايرانية عن مزاعم باطلة لاوجود لها في الواقع من حيث إن المقاومة الايرانية تعادي شعوب المنطقة وبالاخص الشعب العراقي و متورطة بإرتکاب جرائم ضده!
نشر هذه الاکاذيب و بثها من خلال أبواق مأجورة لاهم لها سوى قلب الحقائق و الالتفاف عليها، أمر لم يکف هذا النظام عنه، لکن هذه المحاولات المشبوهة و الخبيثة لم تعد تنطلي على أحد ولاسيما بعد أن صار واضحا للعالل کله المخططات المشبوهة لطهران من أجل إبادة اللاجئين السياسيين المقيمين في العراق من ژعضاء منظمة مجاهدي خلق و الذين واجهوا الکثير من الحملات العسکرية و الهجمات الصاروخية بصدور عارية الى جانب حصار جائر مفروض عليهم منذ أکثر من 6 أعوام، وقد توضحت الصورة أکثر بعد أن قامت المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق بنشر وثائق و مستمسکات دامغة عن النشاطات المعادية لطهران ضد شعوب و دول المنطقة.

الحاجز الوهمي الذي صنعته طهران بين المقاومة الايرانية و بين شعوب و دول المنطقة و الذي صرفت عليه أموالا طائلة على حساب قوت الشعب الايراني، بدأ يتبدد و يتلاشى وإن ماقد جرى في التجمع الاخير للمقاومة الايرانية في باريس في 9 تموز2016، قد أکد هذه الحقيقة.

الدول العربية التي صارت واثقة من الدور السلبي الخطير لهذا النظام ضد أمنها و إستقرارها و سيادتها الوطنية، يجب عليها أن تعلم بأن موقفها الاخير في تجمع باريس للمقاومة الايرانية مع أهميته، ليس کافي و عليها أن تعمل من أجل تطوير ذلك الموقف و دفعه للأمام من خلال الاعتراف العربي الرسمي بالمقاومة الايرانية حيث إن ذلك يمثل أکبر ضربة سياسية موجهة لطهران و في نفس الوقت أکبر دعم و إسناد معنوي يتم تقديمه من أجل نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية.

الاعتراف العربي الرسمي بالمقاومة الايرانية، يعني بالضرورة توحيد المواجهة ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بين المقاومة الايرانية و الشعب الايراني من جهة و بين شعوب و دول المنطقة من جهة أخرى، وإن هکذا خطوة أشبه ماتکون بدق مسمار في نعش النظام و محاصرته في زاوية ضيقة و توفير و تهيأة الارضية و الاجواء المناسبة من أجل التعجيل بالتغيير السياسي الجذري الکبير في طهران. 
[email protected]