18 ديسمبر، 2024 8:43 م

عن شروط النظام الايراني لقبول المفاوضات

عن شروط النظام الايراني لقبول المفاوضات

لم يعد بمقدور النظام الايراني ومهما حاول وناور أن يخفي الاوضاع السلبية التي يعاني منها في ظل الازمة الحالية التي يواجهها بسبب من العقوبات الامريکية التي لايبدو إن الادارة الامريکية تفکر بالکف عنها خصوصا بعد أن بادرت مٶخرا الى فرض عقوبات على مجال البتروکيمياويات والذي يهيمن عليه الحرس الثوري حيث ظهر واضحا بأنها کانت موجعة جدا على وقع التصريحات الصادرة من جانب العديد من القادة والمسٶولين الايرانيين بهذا الصدد، وإنه على أثر المناقشات التي جرت المجلس الأعلى لأمن النظام تحت إشراف خامنئي، خلص الولي الفقيه القرار في خطاباته المختلفة إلى أنه “لا حرب، ولا المفاوضة”! وقال التفاوض سم والتفاوض مع الإدارة الأمريكية الحالية “سم مضاعف” والخيار الوحيد هو المقاومة و”الحرب، حرب الإرادات”. لکن من الواضح جدا إن التصريحات والمواقف المتناقضة قد صارت من مظاهر هذا النظام رغم إنه يجب الانتباه الى إن النظام الايراني يقوم بهکذا ألاعيب کلما يتم تضييق الخناق عليه.
الموقف الذي أعلن عنه المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، بخصوص الوساطة المرتقبة لرئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، والذي شدد فيه على إن نجاح هذه الوساطة مرتبط بثلاثة ضمانات وهي: “عودة أميركا إلى الاتفاق النووي، وإلغاء العقوبات، والتعويض عن الخسائر التي لحقت بإيران”، موقف أقل مايمکن أن يقال عنه بأنه موقف لايصلح حتى للإستهلاك الاعلامي الداخلي في إيران، إذ أن الشعب الايراني يعلم جيدا بأن النظام ليس في موقف ووضع يسمح له بفرض الشروط بعد أن کان قد إستجدى الوساطات!
النظام الايراني الذي يتصرف وکأن الاوضاع طبيعية جدا في إيران وإنه يمسك بزمام الامور، يواجه ظروفا وأوضاعا بالغة السلبية في ظل مواجهة النظام لثلاثة تحديات إستثنائية هي:
ـ شعب يغلي غضبا ضد النظام وإنه يزداد نقمة على النظام وقادة النظام بحد ذاتهم يٶکدون على إحتمال أن تندلع الانتفاضة ضدهم.
ـ الدور والحضور الاستثنائي والفعال للمقاومة الايرانية ومعاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة في داخل إيران وکذلك على المستوى الدولي.
ـ السياسة الامريکية التي صارت حازمة وقاطعة بوجه النظام الايراني حيث إن سياسة المسايرة والاسترضاء التي إتبعتها واشنطن مع طهران طوال العقود الماضية قد صارت شيئا من التأريخ.
هذه التحديات الثلاثة من القوة في تأثيراتها بحيث لاتسمح للنظام بأن يتمکن من الوقوف على قدميه طويلا، ومن هنا فإن الشروط المثيرة للسخرية التي تضعها طهران للتفاوض ليس لاتغير من الامر شيئا بل وإنها تعتبر ضحکة من جانب طهران على أذقان قادة النظام أنفسهم!