10 أبريل، 2024 7:30 م
Search
Close this search box.

عن شبكة الاعلام ومجاهد ابو الهيل اتحدث “1”

Facebook
Twitter
LinkedIn

من نافل القول ان المؤسسات الاعلامية الرصينة هي التي تنتج مجتمعا مصغرا يجمع عقولا مشحونة بالتجارب والامكانات التي تنهض باعباء المجتمع وتطرح تغييرات وتعالج انكسارات يتعرض لها ذلك المجتمع الذي تستهدف جمهوره هذه المؤسسة ووفقا لتلك المعطيات فان الاعلام هو من يحدد مصير الافراد ويرسم لهم طريقا تنويريا يخضع لمعادلة التجديد الذي تتبناه تلك العقول وعمليا فان شبكة الاعلام العراقي وهي اضخم مؤسسة اعلامية في البلاد غير معنية بما تناولناه اصلا.
اما لماذا ؟ لان اغلب الذين وصلوا اليها سابقا غير معنيين بالاعلام ولم يمتلكوا الرؤى والتصورات التي تؤهلهم لادارة كفة هذه المؤسسة بل كانوا عبئا عليها حينما زجوا فيها مئات من الاميين وانصاف المتعلمين الذين لا علاقة لهم بالاعلام حتى باتت شبكة الاعلام العراقي تعاني الترهل ومضت بعيدا عن هدفها المنشود فلا خطط ولا دراسات من الممكن ان تغير واقع الحال مع وجود هذا الكم الهائل الذي دخل في غفلة من الزمن واخذوا عناوين صحفية بلا دراية او فهم مما زاد من حقائق الجهل في العمل ونكوص الواقع ويأس المتنورين واصحاب الخبرات والكفاءات الذين يواجهون شتى انواع التغييب لصعود طبقة لا علاقة لها بالاعلام اطلاقا.
لست ضد ارزاق الناس لكن الاعلام يختلف تماما عن اي مؤسسة اخرى فهو الذي يؤسس الى بناء دولة مدنية حضارية ويعالج الفخاخ التي تجتاح المجتمع من خلال طرحها الحلول وصناعتها الاخبار والبرامج التي تتكفل ببناء الدولة وتراقب الاخطاء وتنقل مفاهيم تنتشل الواقع من مرارة التراجع المخيف وكل ذلك لن يتحق الا بوجود نهضة تعيد لهذا الصرح الكبير حيويته ومكانته الحقيقية في بلد مثل العراق منبع الحضارات.
كنت اعول كثيرا على حيوية مجاهد ابو الهيل ذلك الشباب الذي قدم من مواجع الهور والبردي وقرأ الارقام الطينية ورغم كل ما واجههة من مصدات داخل الشبكة لكنه على مايبدوا لايريد ان يستمع ايضا الى العقول التي تريد للشبكة النهوض من واقعها المر وانا لا انكر له حيويته واصراره ورغبته في التغيير لكنه وللاسف الشديد اغلق ابوابه ايضا امام الكفاءات واحاطوه بشلة من الجاهلين بالعمل واوهموه كثيرا ان ما يجري هو الذي ينبغي ان يكون!
لا يا مجاهد لا تحطم حلم المغيبين قسرا ، انهض وكسر تلك الاطواق الوهمية واخرج الرقم الطيني من جيبك واتلوا عليهم اسطورة السومريين قبل ان يفوت الاوان واعتقد ان الاوان لم يفت واللحظة لا تزال باسلة وبيدك.
نحتاج الى تغيير في العديد من المفاصل داخل الشبكة واجزم انك توافق هذا الرأي لذا عليك ان تلجأ سريعا الى وضع خطط مستقبلية تستهدف النهوض بالواقع الثقافي والاجتماعي وتأسيس غرفة اخبار من الكفوئين نستطيع من خلالها مجابهة كل الاخطار التي يواجهها الفرد فضلا عن تشكيل فريق مختص يرفدكم بالدراسات والمقترحات الدورية والاستماع الى اراء الجميع سواء من داخل الشبكة او خارجها للأتيان بتجربة اعلامية رائدة توازي تجربة الاعلام العربي الصاعد على اقل تقدير سيما ونحن نمتلك المساحة الكافية لتحويل الشبكة الى مدينة انتاج اعلامي متكامل ولا اخال انك لا تعرف كاتب السطور لكن الحكمة في الاستماع والله من وراء قلمي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب