خلال عقد ونصف من الزمن لم تنتج المؤسسة الاعلامية العراقية بصمة واضحة تؤطر الى مستقبل بناء دولة رصينة الا ماخلى بعض المؤسسات المملوكة للاحزاب ورجال الاعمال التي تخضع للتنافس واغراء الجمهور بضمون ما تنتجه بعيدا عن حسابات المستقبل المشوه جملة ومضمونا، ولعله قد تتبادر الى الذهن اسئلة جمة عن السياسة الاعلامية والانظمة والقوانين التي تنظم اعلام الدولة ومسؤوليته الحقيقة امام العواصف التي يجابهها العراق طيلة العقد والنصف من الزمن ، وكل ذلك يسحبنا الى التساؤل الاتي، هل ثمة معايير في اختيار قادة المؤسسات الاعلامية؟ ومن يحدد طبيعة عمل هذه المؤسسات؟وهل اشتغلت الحكومة فعلا على وضع الية واقعية للنهوض بإعلى مؤسسة اعلامية في العراق؟.
اعتقد ان الاجابة على تلك الاسئلة لاتحتاج الى تفكير لان حجم الخراب في الاعلام يكشف عن غياب تام للخطط والبرامج التي من الفترض ان تكون حاضرة في العمل سيما ونحن نتحدث عن خطاب يشكل الحافز الاول فيه بناء مؤسسات حضارية تتماشى مع حجم الطموح الذي يبحث عن الفرد العراقي في ظل متغيرات واسعة متسارعة في الشرق الاوسط الاسلامي والعربي على حد سواء.
ولان اعلام الدولة يمتلك كل تلك المقومات والامكانات الفنية والمالية لجعلة محطة الانطلاق الاولى للبناء بعيدا عن المزاجيات والضغوطات التي تمارسها بعض الجهات التي خلفت الخرائب في العراق فانه قادر فعلا على صنع مستقبل مشرق يستند على خطط مستقبلية بل قل انه يرسم الخطط السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويتحكم في ادارتها من خلال البرامج الفعلية والحلقات والدراسات التي ينتجها الاعلام في سبيل وضع لمساته الواقعية التي تتبنى مشروعا تنمويا حضاريا لا ذلك الذي يتخبط في طرق مسدودة حدودها نشرة اخبارية لارضاء اطراف بعينها ؟ لا ليس هكذا تورد الابل.
تناولنا في مقالنا السابق مقدمة تحفيزية وتحدثنا بها عن الدور الذي من الممكن ان يلعبه الشاب مجاهد ابو الهيل الذي يتولى رئاسة الشبكة في بناء المؤسسة والخروج من طابع التقليد الذي سار عليه اسلافه من خلال معطيات عدة ان اراد العمل بالنصيحة وهو يدرك ايضا ان الاعلام ليس لغو بقدر ما يلعبه في المجتمع بحكم مهتمه الانسانية الكبيرة التي تؤسس الى مؤسسة يعتمد عليها في المستقبل من خلال اللجوء الى سياسة اعلامية فذة ومعرفة مواطن الخلل وذلك يتطلب بادئ ذي بدء بناء مركز دراسات حقيقي يعتمد على خبراء اعلام عراقيين وعرب فضلا عن اساتذة الجامعات والطاقات الشبابية الخلاقة حتى نستطيع ان ننتج اعلاما يتبنى رؤية واضحة تلاحق الاخطاء وتصححها فضلا عن انشاء مصدات تراقب تلك الموجات التي تنخر بجسد الدولة على الدوام فالاعلام ليس فوضى ولا القاب ولا اخبار ليس لها معنى.
لا نريد ان نحكم على رئيس الشبكة الحالي مجاهد ابو الهيل بهذه السرعة بقدر مانعول عليه بالروح التي يمتلكها ورغبته في التغيير لكنه يجب ان يسارع الى بناء المؤسسة وفق منظور واقعي بعيد عن حكائيات البعض او ضغوطات اصحاب التنسيقيات الفارغة الذين يبحثون عن مكاسب شخصية دون فهم او علم .
نعم يامجاهد كما جابهتها اولا عليك ان تستمر في مجابهتها الان ولا تعتمد الجهلة المرتزقين وانظر الى ما يمليه عليك واجبك الاخلاقي والانساني في مهمتك الصعبة وعليك ان تبادر من الان في التغيير بعد انت وضعت اللبنات الفنية الاولى في الطريق الصحيح بل شمر عن ساعديك وستجد كل العقول والامكانات معك جنبا الى جنب .
هل وصلت الرسالة يارئيس الشبكة؟
يتبع… جماعة التنسيقيات … الاصلاح لايأتي بالتهديد ورفع اليافطات من اجل مكاسب ومنافع شخصية معينة بل لمشروع جمعي