يفترض أن يكون الموظف الحكومي أول المتفهمين لوضع الدولة لأنهم من الطبقة المتعلمة التي يجب أن تأخذ على عاتقها توعية المجتمع وهدايته الى الطريق الصحيح
المعترضون على سلم الرواتب هم المدرسون والمعلمون وأساتذة الجامعات والأطباء وهؤلاء يعتبرون بمثابة قادة المجتمع الأصلاء الذين يعظون الناس بالحكمة ؛ هؤلاء للأسف غاب دورهم وأصبحوا عبارة عن آلة بيد رجل الدولة يحركها بالمال حيث يريد وحيث يشتهي
ما كان للدولة العراقية أن تصل الى هذا الإنهيار التام لولا سكوت هذه الطبقات عن أفعال الطبقة السياسية التي عاثت في الأرض فسادا ؛ وهؤلاء للاسف الشديد لم يكتفوا بالصمت فقط بل تحالفوا وأيدوا وصفقوا للسياسيين وساهموا في جعلهم يتحكمون بمصائر البلاد والعباد
الآن حان الوقت ليدفعوا الثمن حتى لو كان غاليا والله حذر الناس من القيام بأعمال الشر لأنها بالنهاية ستعود سلبا عليهم ” فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ” [الزلزلة: 7، 8]
نفس الطبقات المعترضة على سلم الرواتب الجديد كانت سببا في زيادة معاناتنا فالكثير منهم قد إنضم الى حزب البعث وكتب التقارير ووافق على القيام بافعال شنيعة بعيدة كل البعد عن الأعمال الشريفة التي لايرتضيها المواطن الأمي
لقد ” كرف ” هؤلاء من خيرات الدولة عن طريق مايسمى بالمكافآت والهبات وإزدادت بطونهم لحما وشحما وأصبحوا من المترهلين الذين لاينتجون شيئا سوى تقديم الولاءات والمسح على أكتاف مرؤوسيهم من دون أن يلتفتوا الى مايعانيه المواطن الذي لم يحصل على وظيفة ولم يدخل الى بيته ربع دينار
لقد سكن هؤلاء في أرقى القصور وأفخم البيوت من دون أن يشعروا بمعاناة الساكنين في بيوت التنك وبيوت الحواسم والتجاوزات
مالضير أن يدفع هؤلاء الفتات من رواتبهم نتيجة للظروف الحالكة التي حلت بالبلاد ؟ ماهو الضرر الذي يصيبهم إذا نقص صاحب المليون ونصف المليون إذا حذف منه 50000 على حد تعبير رئيس الوزراء ؟
على هؤلاء المعترضين أن يساندوا الدولة حين تتعرض الى إفلاس وعليهم أن يكونوا عونا لها وأن لايعتبرونها عبارة عن بقرة حلوب إن أنتجت حليبا فهم معها وأن لم تنتج ذبحوها وأكلوا لحمها .
[email protected]