19 مارس، 2024 9:04 م
Search
Close this search box.

عن زيارة روحاني المنتظرة لباريس

Facebook
Twitter
LinkedIn

من المنتظر أن يقوم الرئيس الايراني حسن روحاني، بزيارة لفرنسا في 16 من هذا الشهر، وهي زيارة تهدف فيما تهدف الى إعادة تأهيل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و السعي من أجل تقديمه بهيئة و شکل أفضل بما يجعله متناغما و مقبولا مع المرحلة الجديدة المقبلة عليه.

روحاني الذي يذهب الى باريس و بلاده تعاني من تبعات و آثار و تداعيات الاتفاق النووي و الاوضاع في سوريا و العراق و اليمن بالاضافة الى الاوضاع الداخلية المتفاقمة في إيران نفسها، وکما کانت التدخلات الايرانية في دول المنطقة عاملا للفت أنظار الشعب الايراني عن أوضاعه المعيشية المتردية و إلهائه بالدمار و المآسي الدائرة في المنطقة، فإن طهران تسعى أيضا من أجل إستغلال زيارة روحاني هذه لفرنسا و السعي للإستفادة منها لإمتصاص النقمة و السخط الشعبي ضده و الإيحاء بإن هذه الزيارة ستفتح آفاقا جديدة على النظام و ستساهم بحل الکثير من مشاکله و أزماته.

هذه الزيارة التي ستتم بعد الموقف السياسي المميز ل70 نائبا في الجمعية الوطنية الفرنسية(البرلمان الفرنسي)، والذي طالبوا فيه الحكومة الفرنسية أن تشترط تحسين علاقاتها مع إيران بتحسين حالة حقوق الإنسان، وهذا الموقف يستند في الاساس على حملة سياسية لزعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، والتي تطالب فيه الدول الغربية بأن تشترط تحسين علاقاتها مع طهران بتحسين أوضاع حقوق الانسان هناك، وهو مايسبب الکثير من الازعاج و الاحراج لطهران.

الاتفاق النووي الذي يحاول نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية جهد إمکانه إستغلاله بمختلف الطرق من أجل رأب التصدعات الکثيرة و المختلفة لديه و الحصول على فترة إستراحة و نقاهة بعد الجولات المرهقة التي خاضها داخليا و إقليميا و دوليا، وان روحاني الذي يقوم أساسا بحملة من أجل إنقاذ النظام و العمل على نقله بسلام الى المرحلة التالية يريد أن يجعل من باريس محطة إنطلاق دولية لنظامه، وهو أمر تسعى المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلـة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية للوقوف ضده و فضح و کشف النوايا و الاهداف المخبأة من ورائه.

سعي البلدان الغربية من أجل المراهنة على العلاقات السياسية و الاقتصادية مع طهران، يأتي في وقت يعاني فيه هذا النظام من مشاکل داخلية و إقليمية و دولية خانقة بحيث يبدو في نهاية الامر محاطا بالازمات و المشاکل من کل جانب، هذا الرهان الغربي رهان خاسر منذ البداية لإنه و کما أکدت السيدة مريم رجوي فإن “التعامل مع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران ورئيسها سيكون من جهة

مانعا أمام التغيير في إيران وعلى حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان، هذا من جهة ومن جهة أخرى يأتي على حساب السلام والهدوء في المنطقة، ويغذي التطرف الديني. كما أن المراهنة الاقتصادية على هذا النظام الآيل للسقوط ليس أكثر من سراب.”.

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب