23 ديسمبر، 2024 4:04 ص

عن رياضة العراق نتكلم

عن رياضة العراق نتكلم

لم تمر الرياضة  العراقية بواقع مزري مثلما تمر بها اليوم من خلال غياب الكثير من مفردات التفوق من الناحيتين ، الادارية والانجازيه ، وقد لا اكون مبالغاً ان قلت اننا اصبحنا لاننافس سوى انفسنا في سوح الملاعب  كون الجميع اصبح اليوم يعرف موقعه في خارطة الرياضة العالمية والقارية والعربية، ليس تشائماً ولكنه الواقع والمعرفة بكل الجوانب بحكم ان الرياضة بكل مفاصلها تتبع خطوط التقييم المعروفة والتي اصبحت في متناول اليد بعد ثورة التكنولوجيا المعلوماتية الهائلة .
اذا تكلمنا عن الناحية الادارية ، فمن السهولة اثبات تخلف واقعنا الرياضي الاداري بعد غياب الخطط الاستراتيجية لتطويره او غياب مرتكزات البحث العلمي لقياس ماكنا عليه والى اي الخطوط وصلنا ، بالاضافة الى عدم قدرتنا على مواكبة التطور العلمي ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، فرياضة العاب القوى التي من الممكن ان نتفوق فيها لتواجد الخامات الرياضية لدينا لاتمتلك لحد الان جهاز الفوتو فينش ، على الرغم من سعرة المعتدل في الاسواق ، بالاضافة الى عدم وجود مضمار لرياضات ، الفروسية و القوس والسهم والدراجات ، بالاضافة الى فقر القاعات التخصصية لباقي الالعاب ، وغياب البنى التحتية كالقاعات الرياضية للالعاب الاخرى مثل قاعات كرة السلة  وكرة اليد وكرة الطائرة التي تساعد الرياضي على تقديم افضل مستوى له، وهذا الفقر لم يأتي كواقع حال لنقص الاموال او سياسة التقشف التي اتبعتها الدولة في هذا العام فقط ، بل نتيجة غياب الرؤيا الادارية التي كانت من الممكن ان نخطط من خلالها ونوفر بقدر ممكن تلك النواقص منذ ان كانت الدولة والرياضة العراقية برمتها تتمتع بوضع مالي مريح.
اما الجانب الرياضي الانجازي ، فانه بالقطع تأثر بشكل كبير بالجانب الاداري الفقير ، وتراجع الانجاز العراقي كثيراً اللهم الا من طفرات قليلة لايمكن ان تعد او تحسب قياساً بالتاريخ الثر للرياضة العراقيه خاصة في الالعاب الفردية مثل،الملاكمة والمصارعة والعاب القوى ، لذا غاب عنا كثيراً الرياضي المميز الذي يذكرنا بالعداء الذهبي طالب فيصل او العداء عباس العيبي او شبيب داغر او الملاكمين ، اسماعيل خليل و عبد الزهرة جواد او طه البيضاني او المصارعين ، كمال عبدو او مروان سهيل.
هذان الامران ربما كانا متأثران جداً بما يستجد من خلال نظرة الدولة الى الرياضة العراقية ، وهل هذة النظرة او التصور تطور بعد 2003 ام تراجع ليضع الرياضة في مؤخرة الاولويات باعتبارها تسلية او ديكور لابد من تواجده على الرغم من انها ، اي الدولة ، تصرف للرياضة العراقية مبالغ طائلة تصل الى مئات المليارات من خلال ، وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ، الا  ان هذا الصرف لايبدوا متعثرا مطلقاً بل اراه يغيب عنه التخطيط والاستراتيجيات والوصول الى اهداف معينة تاخذ بنظر الاعتبار البناء الافقي وليس البناء العرضي الذي يضيع علينا الجهد والمال.
ولنا عودة ان شاء الله.