22 ديسمبر، 2024 1:34 م

عن ذهاب ميليشيات الحشد الشعبي لقمع الانتفاضة الايرانية

عن ذهاب ميليشيات الحشد الشعبي لقمع الانتفاضة الايرانية

مع المعلومات المٶکدة من أکثر من مصدر مطلع بشأن ذهاب ميليشيات من الحشد الشعبي العراقي الى إيران للوقوف الى جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و المساهمة بقمع إنتفاضة الشعب الايراني، فإن الغطاء ينزاح أکثر عن حقيقة الدور المناط بهذه الميليشيات على صعيد المنطقة خصوصا بعد أن کان لها دور في  المواجهات في سوريا، لکن الذي يجب أن نلاحظه و نأخذه بعين الاعتبار هو إن دور هذه الميليشيات في سوريا ليست کدورها في إيران في الظروف الحالية بالغة الحساسية.

ذهاب  تلك الميليشيات الى إيران و وقوفها الى جانب النظام الايراني ضد الفقراء و المحرومين من أبناء الشعب الايراني الذي إنتفضوا وهم يطالبون ب”الخبز و الحرية و العمل”، يعني بإنها تعلن الحرب أيضا على الشعب الايراني و تقف الى جانب النظام الذي أوصل الشعب الايراني الى أوضاع وخيمة مأساوية بحيث صار أکثر من نصفه يعيش تحت خط الفقر بإعتراف النظام نفسه الى جانب 15 مليون يعانون من المجاعة الى جانب جيوش العاطلين و المدمنين على المواد المخدرة، فإن ذلك يعني بأن هذه الميليشيات تريد أن يبقى الشعب الايراني على أوضاعه المزرية و أن يبقى يعاني من الفقر و المجاعة و يتحمل فشل و إخفاق هذا النظام دون وجه حق.

ما ستقوم به هذه الميليشيات من دور، يعيد الى الاذهان ما قد قام به فيلق بدر من مشارکته الى جانب الحرس الثوري و الجيش في مواجهة جيش التحرير الوطني الايراني في عام 1988، عندما وصل الى مشارف مدينة کرمانشاه، وإن هذه المشارکة الجديدة التي لها معان أکبر و أعمق ذلك إنها بوجه و ضد الشعب الايراني نفسه و ليس ضد قوى وطنية، وهو ماسيکون له من آثار و تداعيات مستقبلية لايمکن تجاهلها خصوصا وإنه لەس هناك من يضمن بقاء و إستمرار النظام الحالي طويلا إذ أن التحديات و الاخطار الکثيرة قائمة بوجهه وإن إمکانيات إسقاطه أو على الاقل تغييره بصورة إستثنائية، قائمة بقوة.

المهم في هذه المسألة ، هو إن هکذا قضية ليست لها أية علاقة بالعراق و شعبه، هو شأن داخلي ليس من حق أي طرف خارجي التدخل و خصوصا الى جانب النظام الايراني الذي أرهق الشعب بسياساته الخاطئة و المعادية لمصالحها وإذا ماأخذنا إحتمال سقوط النظام و إنتصار الانتفاضة في المستقبل القريب وهو إحتمال قائم و ليس مستحيلا، فإن هذه المسارکة ستکون وصمة عار في جبين هذه الميليشيات وقد تکون لها آثار و تداعيات أخرى قد تحددها الاوضاع و الظروف في وقتها.