لو أردنا البحث عن تعريف مناسب لسياسيينا في عراقنا، لذهب بنا البحث الى مذاهب عدة، وتشعبت لدينا التعاريف بين الصالح والطالح، والأخير هذا هو الأغلب الأعم في ساحتنا، ولو تصفحنا مواقع العم google والعمة موزيلا، وبحثنا عن معنى مفردة السياسة، لوقعت أعيننا على تعاريف عدة للفعل ساس، ومايعنينا منها هو؛ ساس أمور الناس اي تدبرها وتولى أمرها وتصريفها. سأضع في سطوري الآتية ما قرأته عن تعريف السياسة جانبا، وأنشئ تعريفا من وحي أفكاري البسيطة، والتي حتما لم تتبلور إلا من خلال أفعال سياسيينا وأقوالهم ونتاجاتهم. فبإيجاز أقول:
سياسيونا هم مجاميع من شخصيات تتمتع بمواصفات خاصة، أهلتها لبلوغ ما وصلت اليه، وهي مواصفات لاأظنها مشرفة لأي إنسان سوي، ذلك أنها تعتمد بالدرجة الأساس على الظلم، والأخير هذا تندرج تحت طائلته مواصفات هي الأخرى يمتنع عن التحلي بها الانسان المعتدل. والظلم الذي قصدته لايبدأ بظلم الغير، ولاينقطع بظلم النفس، إذ هو ظلم للمبادئ والأعراف، كذلك هو ظلم للمهنة، فمعلوم أن من لايجيد مهنة لن يوليها حقها، وقد قال قائل:
ياباري القوس بريا لست تحكمه
لاتظلم القوس اعط القوس باريها
فهؤلاء -سياسيونا- يحتكمون عادة الى روح الأنا، وينظرون الى العالم من خلال شباكها، دون الاهتمام بما دونها، مع أن أغلبهم لايجيدون فن الرقص على حبال السياسة المتأرجحة، مع هذا نراهم متمسكين بخوض غمارها رغم إخفاقاتهم المتكررة، وانزلاقاتهم العديدة على أرضيتها، وهم كما قال وليام رونالدولف: “السياسي يفعل أي شيء للحفاظ على وظيفته، حتى لو اضطر لأن يصبح وطنياً”. وهذا عين مانراه في ساستنا “الوطنيين” فهم في حقيقة الأمر ليسوا وطنيين كما يبدو عليهم، ولم يختاروا منصبهم لبناء وطنهم او حتى الحفاظ عليه، بل تسلقوا على أكتاف عدة، واتبعوا طرائق شتى للفوز بمناصبهم، وقد اضطرتهم الظروف الى إبداء التحلي بالوطنية، وتقمص الشخصية الوطنية، والتمنطق بالتصريحات الوطنية، فيما هم على حقيقتهم يبعدون عن الوطنية بعد الباب الشرقي عن كوكب عطارد. كما أن المتتبع لما يفعلونه في قيامهم وقعودهم يلمس حتما ما لمست، فهم شخصيات لاتتوانى عن تبادل الأدوار بحرفية عالية تفوق نجوم هوليود، وتنحصر تصرفاتهم بالآتي:
– سلوكيات ثابتة منذ ثلاثة عشر عاما تطغى عليها سمات اولها النرجسية. ثانيها الأنانية والذاتوية. ثالثها الوصولية بصرف النظر عن الثمن المدفوع كما ونوعا.. رابعها اتباع مبدأ؛ أنا وليكن الطوفان من بعدي.
– مطمطة وسفسطة و (طول خلگ) بما يتفوهون به، وعادة مايصرحون بما لايعود بالجدوى النفعية العامة ومصلحة البلاد.
– إسقاطات ومكائد بإيقاعات متبادلة فيما بينهم بشكل مطرد، سواء أكان هذا تحت قبة من قبب المجالس، أم أمام مايكروفون!.
– شعارهم منابزات واتهامات وخصومات تتطور فتصبح صراعات وشقاقات، هي الأخرى تتطور فتتخذ من الأيادي او الملبوسات بأنواعها أداة للتفاهم وإثبات وجهات نظرهم، حيث تفتقر ثقافاتهم الى أدوات الإثبات الآدمية المعهودة.
– التعامل مع أيام عملهم بتمشية الوقت او بالأحرى مضيعة الوقت، إذ لديهم غاية تبرر وسائل الوصول اليها بتبديد عنصر الزمن شذر مذر، وإن كان على حساب رعيتهم.
هذا غيض من فيض سلوكيات ساستنا في العراق حتى ساعة كتابة هذا المقال، وياعالم ياعليم! ما الذي سيتحفوننا به في مقبل الأيام؟
[email protected]