لم نفاجأ بالخبر الذي شاع مؤخرا عن قيام المحتال الباكستاني المدعو الدكتور محمد شهيد أمين خان بعملية نصب واحتيال من الطراز الأول حيث انه قام بانتحال صفة مسؤول اممي كبير في الأمم المتحدة. فلقد قام هذا المحتال بزيارة إلى العراق بصفة مزورة هي أنه الرئيس العالمي لمفوضية حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة وقام خلال هذه الزيارة بتقليد عدد من المسؤولين العراقيين أوسمة ودروع وشهادات مقابل تلقيه اموالا كبيرة. وابلغ هذا المحتال الدولي ضحاياه بأنه مرتبط بالامم المتحدة وانه كان وزيرا سابقا بحكومة بي نظير بوتو، ومن بين ما قام به صاحب النوايا الخبيثة هذا هو تعيين سفراء نوايا حسنة وتوزيع لقب معالي السفير على كل من يدفع الثمن للحصول على ذلك.
ونحن لم نفاجأ بهذا النصاب لمعرفتنا حق المعرفة بان الامم المتحدة تعج بالكثيرين من النصابين الذين هم من امثاله وربما بعضهم يفوقه دجلا وخسة ودناءة حيث يستغل عمله الفعلي في الامم المتحدة لتنفيذ اجندات خارجية ضد العراق وشرائح واسعة من اهله الاصليين. وما السرقات التي قام بها مسؤولون امميون في برنامج النفط مقابل الغذاء الا مثال على ذلك. وقد كشفنا في العديد من المقالات السابقة التي نشرناها عن تحكم عدد من الطائفيين العرب من اخواننا الفلسطينيين المرتبطين بحزب البعث المجرم المنحل والعاملين في المكتب السياسي لبعثة الامم المتحدة للمساعدة في العراق (اليونامي) لتنفيذ غايات واغراض طائفية عبر المنظمة الدولية في العراق. فلقد اشرنا مرارا الى ارتباط مدير المكتب السياسي التابع لليونامي المدعو مروان علي الكفارنة وهو فلسطيني من غزة بحزب البعث السابق حيث حصل على منحة دراسية من النظام المجرم المقبور اتاحت له متابعة تحصيله الجامعي في جامعة الموصل في الثمانينات. وقد علمنا اثناء زيارة قمت بها الى عمان مؤخرا من اشخاص يعرفونه بان لديه ماضي مشبوه حيث انه كان عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسجن في الستعينات من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي وقد طرات عليه تغيرات بعد ان امضى محكوميته في السجن بحيث تحول من الراديكالية الثورية التي عرفت بها الجبهة الشعبية الى الانتهازية الوصولية التي دفعت به بعد سقوط النظام السابق الى التعاون مع ايتام النظام المقبور واستغلال منصبه في اليونامي لتحريف مسار عمل المنظمة الاممية للاساءة الى النظام الجديد واظهار التجربة الديمقراطية الوليدة والفتية في العراق بانها تجربة فاشلة خدمة لاسياده من البعثيين. واثناء عمله في مكتب اليونامي في عمان جاء بضابط سابق في المخابرات العراقية ووظفه كمستشار سياسي في المكتب ومن ثم عمل على احاطة نفسه بآخرين من الطائفيين الحاقدين وذوي الميول البعثية مثل الامريكي من اصل فلسطيني سفيان مسلم مكافاة لامه التي كانت ناشطة مدافعة عن النظام المقبور وضد الحرب التي اقتلعته والفلسطيني محمد خليل النجار، الشخصية المشبوهة من غزة بسبب ارتباطها بأجهزة محمد دحلان الذي ثبتت علاقته بأجهزة المخابرات الاسرائيلية والأمريكية. وقد افادنا من يعرفون هذا النجار من ايامه في غزة بانه كان من بلطجية الشوارع مثل كافة انصار دحلان وقد عرف عنه بانه كان يحمل بندقية و”يطخطخ” (اي يطلق النار) في الشوارع لارهاب الناس ونشر الذعر في نفوسهم. وهكذا جاء مروان علي بهذا النجار الذي كان يعتدي على ابناء جلدته الفلسطينيين في غزة وكراماتهم في شوارع غزة، ويشارك في انتهاكات بلطجية دحلان ضد حقوق الانسان الفلسطيني في غزة خدمة لاسياده في اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والامريكية وامن له موقعا في جهاز المستشارين السياسيين في اليونامي. واستخدم هؤلاء الفلسطينيون الثلاثة واعوانهم من العراقيين من ايتام النظام المقبور والاردنيين من عملاء المخابرات الاردنية الذين ادخلوا في اليونامي لغرض الاستفادة من موقعهم الاممي للقيام بانشطة وجمع المعلومات لصالح جهاز المخابرات الاردنية. وقد عمل مروان علي ايضا على اقامة علاقات واتصالات مع بعض الجماعات المسلحة من ايتام صدام وضباط سابقين في الحرس الجمهوري من امثال الفريق الركن رعد مجيد الحمداني. واستغل منصبه في الامم المتحدة لمحاولة ادخال هؤلاء الذين تلطخت ايديهم بدماء الشعب العراقي في مشروع المصالحة الوطنية ولكن الحكومة العراقية كشفت الاعيبه واثارت القضية مع الجهات المعنية في الامم المتحدة لوضع حد لتدخلاته السافرة تلك ونجحت في ذلك. ونحن نعتقد انه آن الاوان لكي تتخذ الحكومة العراقية موقفا قويا عبر طرد كل من يثبت عمالته للمشروع البعثي الطائفي من موظفي الامم المتحدة العاملين في العراق.
ربما لا يكون الدكتور محمد شهيد امين خان اول ولا آخر من ينتحل صفة مبعوث اممي فدجالون كهؤلاء موجودين في كل زمان ومكان. ولكن خان هذا هو بمثابة دجال صغير لا يهتم سوى بان يستغل براءة وطيبة قلب وربما سذاجة بعض المسؤولين العراقيين لكي ينصب عليهم بعض المبالغ المالية. ولكن هناك نصابين اخطر على العراق من خان وامثاله. هناك دجالون يستغلون مواقعهم الفعلية في الامم المتحدة من امثال الثالوث الفلسطيني المشؤوم لسرقة دماء شهداء العراق ودموع امهاتهم ومستقبل العراق وتنفيذ مخططات طائفية خبيثة وخدمة جزاري وجلاوزة النظام السابق ومحاولة اعادة عقارب الساعة الى زمن الدكتاتورية وتشويه صورة العراق في المحافل الدولية واستعداء المجتمع الدولي ضده وضد شيعة اهل البيت (عليهم السلام) من العراقيين. هل هناك نصب واحتيال اكثر من هذا؟