19 ديسمبر، 2024 4:11 ص

من الضروري و المهم وضع تنظيم داعش الارهابي تحت المجهر و عدم إعتبار هزائمه و طرده من المدن و الماوقع العراقية و السورية على حد سواء، کافية لإسدال الستار عليه أو عدم الاکتراث به و إعتبار إن موضوعه قد إنتهى، فلهذا الموضوع صلة طالما کان له علاقة وثيقة جدا بقضيط التطرف الديني و الارهاب، خصوصا وإنه قد أخذ مساحة واسعة شملت سوريا و العراق و ليبيا و مصر.

تنظيم داعش لعب دورا کبيرا في تغيير مسار الثورة السورية و في تغيير موازين القوى و کذلك في دفع المجتمع الدولي للتحفظ على تإييده و مساعدته للثورة السورية بعد أن رأى إصطباغ الثورة السورية بلون التطرف الديني بأبشع صوره، کما أن داعش لعب أيضا دورا کبيرا في إضفاء الضبابية على الکثير من الاوضاع و الامور في العراق بعد سيطرته المفاجئة و الغريبة و المثيرة لأکثر من الشك على مدينة الموصل و وصوله الى مشارف صلاح الدين و کرکوك، يدفع کل هذا للتسائل عن حقيقة هذا التنظيم وهل أنه حقا قد عمل من دون أجندة دولية او إقليمية؟

مادفع للشك أکثر بکون تنظيم داعش يسير وفق أهداف و أجندة سياسية، هو دوره الذي لعبه في سوريا و الذي خدم في نهاية المطاف مصلحة النظامين السوري و الايراني خصوصا عندما لعب دورا کبير في إنقاذ النظام السوري من مقصلة الاتهام الدولي بإستخدامه للاسلحة الکيمياوية و التي کانت قاب قوسين او أدنى منه، من غير الاهداف الکبيرة الاخرى التي حققها لهذا النظام والتي کان من أهمها جعل المجتمع الدولي ينأى بنفسه عن تإييد الثورة السورية لتخوفه من التيار الاسلامي المتطرف الذي ظهر فجأة و کأنه أحد القوى الرئيسية.

هذا التنظيم الدموي الارهابي المتطرف الذي إرتکب فظائع يندى لها الجبين الانساني، لم يعد سرا نذيعه عندما نرى بأن أکبر المستفيدين و المنتفعين منه هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالدرجة الاولى و نظام بشار الاسد بالدرجة الثانية، خصوصا وإن هناك الکثير من المعلومات المتباينة التي تم نشرها بخصوص العلاقة المريبة و التنسيق و التعاون المللفت للنظر بين تنظيم داعش و هذين النظامين ولاسيما النظام الايراني، وإن صفقات الاتفاقات التي بات نظام الاسد يعقدها مع هذا التنظيم و دفاع النظام الايراني عن تلك الصفقات من باب إنها قضية إنسانية وکأن طهران المشهورة بإنتهاکاتها الکبيرة جدا في مجال حقوق الانسان صارت فجأة من أکبر المدافعين عنها! لکن من المهم جدا لفت الانظار الى أن هذه الصفقات المشبوهة هي من أجل إنقاذ هذا التنظيم من الانقراض الکامل و الابقاء على قسم منه لمهام جديدة. ومن المفيد هنا الاشارة الى ما قد أکدت عليه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، لأکثر من مرة و مناسبة بأن “أکثر المستفيدين من داعش هم نظام الملالي و النظام السوري” لأنه هيأ لهما ظروفا و أوضاعا مهد لهما الارضية المناسبة لکي يستغلا توتر الاوضاع و يتصيدا في المياه العکرة کما يجب أن نعلم بأن الافکار و المفاهيم و الممارسات الرجعية المعادية للإنسانية و التقدم و التي يروج لها داعش لاتختلف بشئ عن تلك اللتي يدعو لها النظام الايراني، بل وإنهما من نفس الاتجاه و نفس المضمون و ذات المفاهيم و الافکار، والاهم و الاخطر من ذلك إن داعش و غيره من التنظيمات الدينية المتطرفة، تساعد على بقاء و إستمرار ظاهرة التطرف الديني و الارهاب والذي يقوم النظام الايراني بتصديره الى المنطقة و العالم.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات