22 ديسمبر، 2024 7:36 ص

عن حديث المرشد الاعلى الايراني الاخير

عن حديث المرشد الاعلى الايراني الاخير

على أثر الکلمة الاخيرة التي ألقاها المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي حذر فيها من تنامي شعبية منظمة مجاهدي خلق وعول فيها على ماأسماه الحکومة الاسلامية الفتية وذلك في إنتقاد ضمني لحکومة الرئيس الحالي حسن روحاني، فإن الاخير قد رد على خامنئي وأکد على إن” مصدر التشريع لنا جميعا سواء للحكومة أو المجلس هو تصويت الشعب. والشعب هو الذي يمنح السلطة لمجموعة من المواطنين لفترة محدودة لكي يخدموا البلاد في إطار الدستور”، وهو مايبدو وکأنه إنتقاص أو على الاقل نقد لاذع لخامنئي الذي يبدو واضحا بأنه وبعد الانتفاضات العارمة ضده وبعد نشاطات معاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة السياسية ـ التوعوية، في طريقه ليفقد هيبته تماما، لکن لايبدو إن خامنئي وروحاني اللذان يسعيان لإلقاء تبعة الاوضاع الوخيمة للنظام والتي يعاني منها الشعب الايراني کثيرا، على عاتق الاخر، يتمکنان من خداع الشعب الايراني والتمويه عليه مرة أخرى، ذلك إن القاصي قبل الداني صار يعرف بأن النظام هو سبب کل المآسي والمصائب التي عانى ويعاني منها الشعب الايراني.
طوال العقود الاربعة الماضية من عمر هذا النظام المعادي للشعب الإيراني والإنسانية، ظل على الدوام يتعامل مع إيران وكأنها إقطاعية يملكها ومن حقه كيفما يشاء استغلالها ونهبها وحجب خيراتها ومواردها الكثيرة عن شعبها، وافتضح أمر قادة ومسٶولوا هذا النظام الذين طالما زعموا كذبا وبهتانا أنهم يناصرون المستضعفين والمحرومين، وأثبتت الأيام أنهم يعتبرون أشد الأعداء بالنسبة للمحرومين والفقراء، وأنهم استعبدوهم بصورة لا يمكن أن يتحملها العقل والمنطق، ويبدو جليا أنه وبعد كل الذي ارتكبوه بحق الشعب الإيراني، وبعد أن أوصلوا الأوضاع في البلاد إلى حافة الهاوية وصاروا متيقنين أن أيامهم صارت معدودة، صاروا يتهمون بعضهم البعض بالفساد والسرقة والخيانة والاحتيال والفشل ويحاول کل طرف أن يتملص من مسٶولية ماقد آلت إليه الامور، وهم كلهم على نفس الطريق والمسار، لكنهم لا يعلمون أنهم في نظر الشعب الإيراني سواسية من حيث فسادهم وإجرامهم وظلمهم، وتكفي الوثائق والمعلومات الدقيقة المختلفة التي طالما نشرتها المقاومة الإيرانية بشأنهم وفضحتهم ليس أمام الشعب الإيراني فقط، إنما أمام العالم كله وخصوصا فيما يتعلق بدورهم المشبوه في إلتزام الصمت والتستر على جائحة کورونا، وإن دائرة الرفض والکراهية للشعب الإيراني التي تتسع دائرتها يوما بعد يوم وتفضح قذارة وبشاعة النظام، جاءت ردا على أعوام القمع والاضطهاد المستمر.
قادة ومسٶولوا هذا النظام الذين نهبوا وسرقوا خيرات وموارد الشعب الإيراني وأوصلوه الى حافة الفقر والمجاعة، وجعلوه يعاني من أوضاع بالغة الوخامة، والحركات الاحتجاجية وصلت إلى أقصى حد لها منذ تأسيس هذا النظام وتزايد نشاطات معاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة، کل ذلك يدل على إن هذا النظام لم يعد بوسعه مواصلة الکذب والخداع والتمويه وتبادل الادوار، فالشعب يرى في أن جناحي النظام مسٶولان عن کلا ماحدث وجرى وإن النظام کله مرفوض ولم يعد مقبولا من جانب الشعب.