کثيرة هي الادلة و الشواهد المختلفة على الدور المتميز للمرأة العراقية خلال العقود الماضية حيث برزت في أکثر من مجال و کان هذا الدور في سباق مع الزمن من أجل قطع شوط طويل أمامه متحديا مختلف العقبات و العراقيل التي کانت تقف أمامه، وقطعا فإن دور المرأة العراقية کان متميزا و بارزا في المنطقة الى جانب دول أخرى في المنطقة کانت المرأة فيها تشق طريقها بإتجاه تحقيق هدفها المنشود بالحصول على کامل حقوقها و مساواتها بالرجل.
هذا السعي الدٶوب في مسير نضال المرأة العراقية خصوصا و العربية عموما کان يجري على قدم و ساق على الرغم من کل الظروف و الاوضاع و المستجدات المختلفة، ومع إن هذا السعي و لأسباب مختلفة لم يکن سريعا و نشطا بالشکل المطلوب، لکنه مع ذلك لم ينقطع أو يتوقف وهذا کان المهم و الحيوي فيه، لکن ومع تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، و الشروع بتنفيذ مشروعه الفکري ـ السياسي بإقامة إمبراطورية دينية على حساب دول المنطقة و بناءا على أفکار و مبادئ تعتمد بالدرجة الاولى على تهميش و إقصاء دور المرأة، فإن الصورة بدأت تتغير.
تصدير الثورة، هو التعبير و المصطلح الذي إختاره نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل نشر أفکاره و مبادئه، لکن هذا المصطلح لم يکن يعني سوى تصدير التطرف الديني و التعصب المذهبي و فتح الباب أمام طهران للتدخل في دول المنطقة على أساسه، وإن البدأ بتشکيل و تأسيس أحزاب و جماعات و تنظيمات تابعة لطهران في البداية ومن ثم سعي هذه التشکيلات لنشر أفکارها و مبادئها و التي هي صورة طبق الاصل لمبادئ النظام في إيران، فإن مسلسل التدخلات الايرانية قد بدأ في المنطقة و کانت المرأة بشکل خاص(کما هو الحال في إيران)، المستهدفة بهذا السياق.
فرض الحجاب ترغيبا و ترهيبا و تزويج القاصرات و تعدد الزوجات و الانتقاص من شأن و دور المرأة و السعي لحجزها في المنزل و التعامل معها کعنصر ثانوي و قتلها تحت غطاء الدفاع عن الشرف، مظاهر بدأت تفرض نفسها على المشهد العراقي و على واقع العديد من دول المنطقة، ولايحتاج الامر الى أي بحث أو إستقصاء أو جهد لمعرفة السبب ذلك إن الاحزاب و الجماعات التابعة لإيران و التي کما قلنا تستخدم أساليب الترغيب و الترهيب لفرض مبادئ و أفکار رجال الدين الايرانيين المتشددين هي التي تقف وراء کل هذا و تتفاخر بما تقوم به.
هذه الجماعات الابعد ماتکون عن القيم و المبادئ الوطنية و حتى الاسلامية الصافية التي تربي عليها آبائنا و أجدادنا، هي جماعات دخيلة على واقع العراق و
المنطقة و هي عدوة للمرأة بصورة خاصة و إن على المرأة العراقية خصوصا و العربية عموما أن تبادر من أجل إسترجاع دورها و السعي للتسابق مع الزمن کي تفرض نفسها على الواقع، وإن مشارکة المرأة العراقية خصوصا و العربية عموما في الجبهة النسوية المقترحة لمواجهة التطرف الديني و الارهاب في المنطقة و التي أعلنت في المٶتمر العالمي للمرأة في طهران الذي إنعقد مٶخرا، ضرورة قصوى و لها أکثر من مبرر و دافع من أجل إستعادة المرأة لدورها و القضاء على خفافيش الظلام القادمة من طهران.