7 أبريل، 2024 9:21 ص
Search
Close this search box.

عن تظاهرات ايران

Facebook
Twitter
LinkedIn

من حق الشعوب ان ترنو الى وضع مادي أفضل ولا يمكنها ان تفهم العيش لعقود في حالة العوز والحاجة لانشغال البلد بأهداف سياسية كبرى. فالعيش بكرامة وتلبية الحاجات الأساسية هو حق لكل كائن حي حتى قبل ان يكون هذا الكائن إنسانا. وبسطاء الناس جل اهتمامهم بحياتهم اليومية ولا يعيرون اهتماما بالاهداف الاستراتيجية للدول فهم ابسط بكثير من هذه الطموحات بل حتى لا يفهموها رغم كل ما تبذله اجهزة الاعلام والتوجيه والتثقيف للحكومات لاقناع شعوبها باهمية وضرورة هذه الخطط الاستراتيجية. صحيح أيضا ان الأعداء السياسيين والمنافسين الأجانب لن يدخروا فرصة للنيل من منافسيهم وسوف يزجوا بانوفهم الكريهة في كل شكوى وانين وتطلع يبديه مواطن بسيط ويحولوا تلك الحركة العفوية الى ساحة مبارزة بين خصمين لاغراض انانية، لكن بالمقابل هذا لا يعني ان الفقير قد فقد حقه بالعيش لان خبيثا اجنبيا او محليا يريد ان يستغل الفرصة.
كم عانينا نحن العراقيين بل ولا زلنا نعاني عندما تطالب جموع مظلومة منّا بحقها في الحياة فتوصف بأنها عميلة للاجنبي وقد دفعنا ثمنا باهظا جدا لأجل مطالب مشروعة واتهمنا بالعمالة لآخرين نحن لم نعرفهم يوما أبدا ولن نتعرف اليهم لأننا نريد الحياة كبقية الخلق على هذه الكرة الارضية التي يبدو انها تدور بنا ولكن لا نعرف الى اين. ولم يكن يوما من طموحاتنا كشعب حين طالبنا بحقنا في الحياة ان طالبنا بأن نكون ملوكا أو أمراء. الفقراء لا يحبون السياسة بل يكرهونها ولا يهتمون لمن يتصارع ويتنافس ولكن عندما يجد الفقير نفسه امام سبل مسدودة وطرق مغلقة حينها بدافع اليأس يصدق ان الحل سياسي ويتصرف كأنه سياسي وطبعا تصرفه على الاغلب يكون ساذجا جدا في لعبة السياسة لانه يتصرف بلا تدبير ليلي ولا في غرف مظلمة بل يتصرف بما تدفعه اليه تلقائيته وبساطة رؤيته للحياة. ولكن يبقى السؤال لماذا لا يلتفت من بيده الامر الى هذه المطالَب البسيطة والسقف المتواضع لطموحات الفقراء والمستضعفين؟ ولماذا توفر الفرصة للاعداء للتدخل حين يشكو الفقير فقره؟ أليس بالإمكان قطع الفرصة على الاعداء والخبثاء واقناع النَّاس بالكف عن الشكوى بتوفير العيش لهم.
نعم ان التغييرات السياسية قد لا تجلب حلا سوى مزيد من الفوضى والضياع ولا ادل على ذلك منّا فما جنيناه من التغيير بعد 2003 نموذج يستحق الاعتبار به لكل عاقل، لكن مع كل ذلك فهذا لن يمنع من دفع الناس للخروج طلبا للاحتجاج وربما التغيير، لان اليأس أشد حتى من الموت وإلا لماذا يختار اليائس الانتحار وتذكروا حقيقة راسخة ان العقل لا يجتمع مع اليأس. واذا اردت ان يعود الرشد والوعي للناس ارفعوا اليأس حينها سيعود العقل. ورحم الله ابا ذَر الغفاري حين قال عجبت لمن لا يملك قوت يومه كيف لا يخرج شاهراً سيفه وهولاء قد خرجوا باصواتهم فلا تمنحوا عدوكم الفرصة لان يرشدهم الى مشجب الأسلحة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب