23 ديسمبر، 2024 1:55 ص

عن تبعية وولاء أحزاب وفصائل لإيران

عن تبعية وولاء أحزاب وفصائل لإيران

الاوضاع في العراق والتي يبدو إنها لاتتتجه للإستقرار وعلى مختلف الاصعدة، فإنها تزداد صعوبة وتعقيدا مع مرور الايام ولاسيما وإن الذي يلفت النظر کثيرا في العراق هو إن الاحزاب والفصائل السياسية من مختلف الاطياف والاعراق والانتماءات لاتهتم إلا لمصالحها الخاصة وتترك الاوضاع العامة للشعب المتجهة من سئ الى أسوأ للأقدار وکأن الامر لايعنيها ولايخصها، وهذه المسألة هي واحد من أکبر الاشکاليات التي يواجهها العراق منذ عام 2003 ولحد الان.
الاحتجاجات المندلعة في العراق، من أهم مايلفت النظر فيها هو إنها تسعى لتجاوز تلك الاشکالية المشبوهة التي غاصت فيها أقدام معظم القوى السياسية في العراق کما أسلفنا، وإن تأکيد المتظاهرين على الانتماء للوطن وتجاوز الدين والعرق والطائفة والفئوية، يٶکد بأن الشعب صار يعرف أين تکمن أساس المشکلة ومن أين يجب حلها ومعالجتها.
الاحزاب والفصائل السياسية المختلفة التي تدعي الوطنية والاخلاص للشعب العراقي والعمل من أجل مصلحته، ولکن من الواضح إن الشعب لم ينال من هذه الاحزاب سوى السقام والضيم وتراکم المشاکل والازمات، لکن المشکلة الاکبر التي صار العراق يعاني منها ويدفع الشعب العراقي ضريبتها الباهضة هي مسألة ولاء قسم کبير من الاحزاب والفصائل السياسية العراقية للنظام الايراني والانکى من ذلك إن معظمها تتفاخر بذلك وتعلن عن إستعدادها حتى للذهاب الى داخک إيران والتصدي للشعب الايراني المنتفض حاليا ضد النظام وقمعه!
من الممکن أن يتم حل جميع الاشکالات الحزبية والفئوية وحتى العرقية، ولکن حل إشکالية الولاء والخضوع المفرط(عقائديا وسياسيا)للنظام الايراني والاستعداد للدفاع عنه و”الجهاد”من أجل مشروعه المشبوه المعادي للمنطقة بأسرها، هو أمر غير ممکن في ضوء المعطيات الحالية، وإن بقاء النظام الايراني وإستمرار هذه الاحزاب في تبعيتها المشبوهة والتي تٶثر على العراق من عدة نواح، ولذلك فإنه من الضروري جدا أن يتم الترکيز على مشکلة هذا الولاء المشبوه والذي ليس له أية تسمية حقيقية سوى العمالة، ووضع حد لها حتى ولو تطلب الامر سن قانون ولو إننا نعتقد بأن هذه الاشکالية الخطيرة لن تجد لها حلا إلا من خلال طريقين وهما:
ـ إنتفاضة الشعب العراقي بأن يعلن الشعب العراقي بنفسه تحريم هذه الحالة.
ـ سقوط النظام الايراني والذي صار واردا أکثر من أي وقت آخر ولاسيما بعد إتساع نطاق إنتفاضة الشعب الايراني بحيث شملت مدينة قم أيضا والشعار الاساسي لهذه الانتفاضة هو الموت للديکتاتور أي خامنئي بحد ذاته والاهم من ذلك إن هذه الانتفاضة تقودها منظمة مجاهدي خلق الخصم والند العنيد للنظام، وإن على الشعب العراقي أن يعلن تإييده للشعب الايراني في إنتفاضته الشجاعة هذه والتي يرفض فيها الشعب الايراني تدخلات نظامه في بلدان المنطقة وإن بلاء الاحزاب والفصائل المرتبطة بهذا النظام ينبع من هذا الاساس.