23 ديسمبر، 2024 7:38 ص

عن بقاء أو سقوط النظام الايراني

عن بقاء أو سقوط النظام الايراني

لم يعد الان الموضوع الاهم و الاکثر طرحا أو تناولا هو موضوع التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة أو مستقبل الاتفاق النووي أو برنامج الصواريخ الباليستية، بل إن الموضوع الاکثر تناولا و طرحا، هو موضوع يتناول الاحتمالات الواردة لسقوط أو بقاء نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، خصوصا وإن المسٶولين الايرانيين بأنفسهم باتوا يتحدثون عن ذلك علنا بما يدل على إن هناك فعلا مايدعو للقلق على مستقبل هذا النظام.
المشاکل الداخلية التي طالما عمل النظام الايراني على کتمها أو التغطية عليها بإختلاق مشاکل خارجية، أو بتعبير أکثر وضوحا بتصدير المشاکل و الازمات الى بلدان المنطقة، والاکثر إثارة إن هذا النظام وبعد تدخلاته السافرة في سوريا و العراق و إيصالهما الى أسوأ الاحوال، فقد موه على الشعب الايراني بأکذوبة حماية المراقد المقدسة في سوريا و العراق لکي ليس يشغل الشعب الايراني بذلك فقط وانما يدفعه أيضا لکي يقوم بإرسال أبنائه عن طيب خاطر الى المحرقتين السورية و العراقية، ولکن هذه الکذبة المفضوحة لم تدم طويلا إذ سرعان ماإنفضح النظام الايراني و تبين کذبه بهذا الصدد.
هاجس الخوف من سقوط النظام والذي بات يٶرق القادة و المسٶولين الايرانيين ليل نهار يدفعهم لکي يضاعفوا من تدخلاتهم السافرة في بلدان المنطقة عموما و في العراق خصوصا و الذي صار کبوابتهم التي تطل على المنطقة ولو تم إغلاقها بوجههم فإن أوضاعهم ستختل الى أبعد حد ولهذا فإن ماقد ذکرته مصادر عراقية من إن الإرهابي قاسم سليماني هدد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في بيت نوري المالكي بالتحالف مع رجلهم في العراق هادي العامري، مشيرة تلك المصادر الى أن سليماني هدد الصدر إما التحالف مع ميليشيات العامري أو تفجيرات مستمرة في مدينة الصدر. علما بأن هذا التهديد قد جاء بعد حادثة التفجير المشبوهة في مدينة الصدر و التي تشير بعض الاوساط الى ثمة تورط إيراني بها من أجل تشديد الخناق على الصدر و إجباره على التحالف مع الوجه المشبوه هادي العامري.
مشکلة النظام الايراني الکبرى هي مع شعبه و مع المقاومة الايرانية، خصوصا وإنه ومنذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، المستمرة کإحتجاجات شعبية متواصلة، لم يعد يقدر على مواجهتها و إخمادها کما کان في الاعوام السابقة ولاسيما بعد أن صار العالم کله على بينة من حقيقة الرفض الشعبي القاطع للنظام من خلال الجهود المکثفة التي بذلتها و تبذلها المقاومة الايرانية للتعريف بالقضية الايرانية وإن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، والذي سيقام في العاصمة الفرنسية باريس في الثلاثين من الشهر الحالي، سيبين للعالم کله إستحالة إستمرار هذا النظام وحتمية سقوطه القريب.