23 ديسمبر، 2024 5:59 م

يتساءل الكثير من العراقيين عن بديل المالكي ويعتبرون إن أيجاد البديل مسألة في غاية الخطورة وذلك بسبب الموروث السياسي الذي عاشوه في الحياة السياسية العراقية , لقد إعتاد العراقيون على صورة شخص واحد وبالفطرة يجعلنوه القائد الضرورة وفجأة يتناسون كفاءات العراق ورجالاته ومواهبه الولادة التي تفيض خيراتها وخططها وأمكانياتها في دول العالم , وباتت تلك الدول تستثمر إستثمارات مربحة بواسطة عقول العراقيين المغتربة , عقولنا مهاجرة بسبب إجراءات الحكومة وخططها الهدامة التي تعمل على إجتثاث الكفاءات والعقول العراقية وحادثة المدرب الشهيد محمد عباس دليل صارخ على محاربة العقل العراقي المنتج
ذهب صدام وجاءت محله العملية السياسية وهي أفضل بكثير منه ومن حزبه وحكومته لوإنها سارت على مساراتها الصحيحة التي كانت مرسومة لها
في مراحل تكوين العملية السياسية تم إختيار إبراهيم الجعفري لرئاسة مجلس الوزراء وصفق له الكثير وراح البعض يصفه بمواصفات مشابهة لمواصفات الله وأعتبروه القائد الأوحد والقائد الضرورة الذي لايصلح أي عراقي لشغل منصبه ولايوجد أي بديل يمكن أن يحل محله على رغم كل المأساة والكوارث الطائفية التي حدثت في عهد حكمه وحكومته

بإصرار بعض السياسيين على تغيير الجعفري وبضغط دولي تم إختيار بديله نوري المالكي بكل سلاسة ومع مرور زمن قصير بدأ العراقيون يشعرون بأن المالكي أفضل من الجعفري وشهدت البلاد في بداية إستلامه للسلطة بعض التغييرات الصحيحة والأيجابية والتي إنعكست على الشارع العراقي وكان له الدور الكبير في القضاء على سطوة المليشيات والقتل المستمر على الهوية وكان معدل الجريمة والعنف قد أنخفض الى نسب تعتبر جيدة إذا ماقورنت بحكومة الجعفري

ممارسات المالكي الأولى جعلت منه رجل المرحلة وتعرض الى نفس المواصفات التي تعرض لها الجعفري وإزدادت عليه كثيرا والى يومنا هذا نحن كعراقيين ندفع ثمن تلك الأوصاف التي قيلت بحق المالكي حتى تحول الرجل الى ديكتاتور العراق الجديد وذلك لإستحواذه على أغلب المناصب السيادية وبات لايشارك أحد ولايسمتع لمجاهدي الأمس ورفاقه الذين ناضلوا أفضل وأكثر منه لإسقاط حكومة صدام
على العراقيين جميعا أن يدركوا بأن أي بديل سوف يكون أفضل من المالكي لأننا نعيش اليوم في ظل حكومة اللاحكومة وبلدنا يمر بأسوء مرحلة من مراحل تاريخه السياسي
.
[email protected]