18 ديسمبر، 2024 11:54 م

عن اي حوار تتحدثون؟!

عن اي حوار تتحدثون؟!

من المعروف ان الحوار الوطني يمكن ان يحدث بين السلطة الحاكمة و بقية القوى المعارضة, لكن ان يدعو من هم في الحكومة و يحكمون البلد منذ ثماني سنوات و بسبب صراعهم الدامي فيما بينهم لحوار وطني فهذا يحدث في العراق فقط .
عن اي حوار تتحدثون اذن؟! و انتم قد دخلتم لابواب ثروات العراق و قمتم بتقسيم الكعكة الدسمة بينكم و تصارعتم على المناصب و السلطة صراعا داميا كلما يتفجر يذهب ضحيته العراقيين الابرياء و و يرتوي منها تراب العراق حتى الثمالة و لتعودوا و تتحدثوا عن اهمية العملية السياسية التي تقودونها و كأن شيئا لم يكن و انت تنعمون برخاء و ثراء و امان في المنطقة الخضراء  و الارصدة و الممتلكات التي تمتلكونها انتم و اقربائكم و اتباعكم في داخل و خارج العراق , فعن اي حوار تتحدثون و العراق منذ ان حكمتم و انتم تستخدمون الورقة الطائفية سياسيا لتمزيق و تقسيم العراق طائفيا و عنصريا و تصفية الكفاءات العلمية و المهنية و اصوات الناشطين و الصحفيين اصحاب الاقلام الشريفة و نشر الفساد في كل المؤسسات و الدوائر و ارهاب و قتل كل من يحاول ان يدين اللصوص و المجرمين الذين يسفكون دماء العراقيين بل و تقومون بحمايتهم لانكم تعرفون ان الكشف عن هذه الملفات هي بداية النهاية للجميع و خاصة ان ديمقراطيتكم اكتشف زيف معدنها الرخيص لانها من صنعكم بكل ما تمتلكون من الحقد و الكراهية و الانتقام .
عن اي حوار تتحدثون اذن؟! وانت انفسكم من تحكمون منذ ثماني سنوات و البلد غارق في دماء ابنائه و الخدمات الرديئة و الفقر و البطالة و ارهاب و قتل تمارسونه نتيجة خبراتكم السابقة من تجاربكم و لم تتجردوا ابدا من رغبة الانتقام و الاجرام فتنشروا السلام و المحبة بين العراقيين بل شحنتم طائفية مقينة و رغبات وحشية بتدمير العراق.
العملية السياسية التي تاسست على رمال و المهترئة تقومون بترقيعها لضمان بقائكم في السلطة والدستور العراقي الذي قمتم باعداده فيه ثغرات و نقص كبير لم يتم حتى الان ايجاد حلول لها, لقد تم بسرعة كبيرة صياغة فقراته و لم يتسنى حتى لكثير من العراقيين فهم فقراته خاصة وانكم اردتم تمريره بسرعة و تم صياغته بشكل يلائم مصالحكم الطائفية و الحزبية و ما يجب ان يتم تحديده الان هو فترة رئاسة الوزراء و يجب ان لا تزيد عن ثماني سنوات و اما الحديث عن حكومة تصريف الاعمال فما هي هذه الحكومة و ماهي خطوطها و الية العمل و ان كان رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي يعود لرئاسة حكومة تصريف الاعمال فما الذي تغير اذن ام ان دورة جديدة من المساومات و الصراعات على المناصب تستمر, و على اية حال فالمناصب الامنية و الادارية الان تباع بمئات الالاف من الدولارات بل الملايين و نزف دماء العراقيين مسنمر و مهزلة بث الاعترافات و تهريب السجناء المجرمين و تلفيق التهم و ملفات الفساد يتم التغطية عليها و حماية الفاسدين و المجرمين و تدمير و نهب ثروة العراق مستمر  وانتم هم انتم من تحكمون و انتم القضاة و الجلادين فالقضاء يتم تسييسه و لاوجود في العراق لقضاء مستقل و القانون رهن بايدي من يحكم و قوات الامن و الجيش كذلك فهذه هي ديمقراطيتكم المخترعة و حقا سجلتم براءة اختراع لديمقراطية من نوع جديد.
فعن اي حوار وطني تتحدثون اذن؟!.
[email protected]