18 ديسمبر، 2024 11:06 م

عن الميليشيات والاحزاب التابعة للنظام الايراني

عن الميليشيات والاحزاب التابعة للنظام الايراني

من حق شعوب المنطقة وتحديد الموبوءة منها بالتدخلات السافرة للنظام الايراني أن تتساءل؛ ماهي الفائدة التي جنتها من الميليشيات والاحزاب التابعة للنظام الايراني وماذا قدمت وتقدم لبلدانها؟ ضرورة هذا السٶال يأتي من کون النظام الايراني يصر دائما على التأکيد على إن هذه الاحزاب والميليشيات تدافع عن شعوەبها وأوطانها وتضمن الامن والاستقرار فيها. لکن وکما جرى ويجري في کل لبنان وسوريا والعراق واليمن، فإن الاحزاب والميليشيات التي أسسها النظام الايراني في هذه البلدان، لم تکن مفيدة لبلدانها بشروى نقير بل کانت ولاتزال أکبر عالة طفيلية عليها وإنها بٶر للفساد والجريمة والتطرف والارهاب.

الاحداث والتطورات المتسارعة في إيران والمنطقة والعالم تلفت جميعها النظر الى مسألة مهمة صارت موضع بحث ودراسة من جانب مختلف الاوساط السياسية والاعلامية وهي الاوضاع السلبية التي بات النظام الايراني يعاني منها على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث إنه يواجه داخليا کراهية ورفضا غير مسبوقا من جانب الشعب الايراني الذي يبدو واضحا بأنه قد مل من الوعود والعهود الکاذبة لهذا النظام ومن نهجه الذي صار الشعب يعلم جيدا بأنه متقاطع مع طموحاته وتطلعاته من کل النواحي وبشکل خاص تدخلاته المشبوهة في بلدان المنطقة وحتى إن تظاهرات صاخبة حدثت خلال الايام القليلة الماضية رددت الشعار”لاغزة ولا لبنان روحي فداء لإيران”، وهي تعني رفض الشعب الايراني لمنح أمواله الى حزب الله اللبناني وتنظيمي حماس والجهاد الاسلامي في غزة، لکنها تعني أيضا رفضا لإغداق الاموال ومقدرات الشعب الايراني على تدخله”أي النظام”في سوريا کما أيضا رفض واضح للتدخل في العراق، بل وإن الشعب الايراني يرى بأن واحدة من أهم أسباب معاناته من الاوضاع المعيشية الصعبة هي بسبب تدخلات النظام في بلدان المنطقة وتقديمه الدعم والعون لعملائه فيها على حساب الشعب الايراني، کما إن“مٶتمر من أجل إيران حرة” قد أعلن هو الاخر رفضه لنهج هذا النظام ولاسيما تدخلاته في بلدان المنطقة.

کما إنه وتزامنا مع الاوضاع الداخلية بالغة السلبية للنظام الايراني فإنه يواجه عزلة دولية متصاعدة بسبب من العقوبات الدولية القاسية المفروضة عليه والتي تختلف عن العقوبات السابقة بکثير ولاسيما بعد أن سقطت لعبة الاصلاح والاعتدال المزعومة في النظام وصار المجتمع الدولي ينظر لجناحي النظام على إنهما لايختلفان عن بعضهما بشئ وإن هدفها الاساسي هو المحافظة على النظام، ولأول مرة يجد النظام الايراني أمام أوضاع داخلية وخارجية سيئة في وقت واحد ولايوجد له أية مساحة ليناور ويلعب عليها سوى عن طريق عملائه وهي مساحة ليست محدودة وإنما اللعب فيها خطير جدا على النظام نفسه قبل غيره.

هذه الاحداث والتطورات المتسارعة والمستجدات المتداعية عنها، تسير کلها بإتجاه يوحي بوضوح من أن النظام الايراني يتجه نحو السقوط، وإن ماتقوم به الاذناب التابعة له من تحرکات مشبوهة وبشکل خاص في العراق، إنما هي محاولات مفضوحة من أجل منح شئ من القوة والعزيمة والمعنوية لهذا النظام، لکن يجب أن ننتبه الى إن النظام لايتمکن ولايستطەع أبدا من توسيع دائرة تلك التحرکات المشبوهة الى مواجهة کبيرة لأن ذلك سيکون بمثابة حفره لقبره بيده، لکن السٶال الاهم الذي يجب طرحه الى متى السکوت عن هذه الميليشيات والاحزاب العميلة للنظام الايراني والى متى عدم التصدي لها ومنعها من المتاجرة والمقامرة على حساب الشعب العراقي بشکل خاص؟!