17 نوفمبر، 2024 2:27 م
Search
Close this search box.

عن الموائد الايرانية الفارغة

عن الموائد الايرانية الفارغة

عندما تعاني من أزمة أو ضائقة مادية أو معيشية لأشهر فإنك ومن دون شك ستشعر بالضيق وتتأثر کثيرا بذلك، ولکن لو إستمر ذلك الى سنة أو أکثر فإن معاناتك ستکون غير عادية غير إنه لو إستمر ذلك دونما إنقطاع ومن دون أن يکون هناك في الافق مايدعو ويبعث للأمل، فإنه من الصعب جدا تصور أو وصف الحالة، وهذا هو تماما مايجري في إيران في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.
أکثر مايميز النظام الايراني هو إنه يمنح الاولوية دائما للجوانب والامور التسليحية والامنية ولتصدير التطرف والارهاب وتوسيع تدخلاته في بلدان المنطقة، أما الامور المعيشية وکذلك مايتعلق بالخدمات العامة وبالبنى التحتية للبلاد، فإنها آخر مايهمه بهذا الصدد، وإن النظام وهو يتفاخر بتطوير برامجه الصاروخية وبتدخلاته في بلدان المنطقة وکذلك بإصراره على الاستمرار في برنامجه النووي المثير للشبهات، فإن غالبية الشعب الايراني ومن جراء ذلك يشدون الاحزمة على البطون، والذي يلفت النظر أکثر إنه ومن جراء سوء الاوضاعية المعيشية والتضخم والبطالة والغلاء الفاحش، فإن الرواتب لاتکفي أبدا لسد حاجة العوائل الايرانية من مختلف النواحي ولذلك فإنه تضطر العوائل لکي يعمل العديد من أفرادها من أجل العيش ولو بالمستوى والحد الادنى.
التقارير الخبرية الاخيرة الواردة في وسائل الاعلام المختلفة بشأن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة في إيران، سلطت الاضواء على إن العديد من المدن الايرانية قد شهدت موجة من الاحتجاجات للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، ورفع الأجور في ظل الغلاء الفاحش الذي تعاني منه البلاد. وقد تجددت إحتجاجات المعلمين كما نزل آلاف المتقاعدين وبعض العمال إلى الشوارع مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية. وبنفس السياق فقد إنضم المحتجون إلى الإضراب العام الذي شل طهران وقزوين وكرج وأصفهان ومريوان وملاير وقزوين وهمدان وسقز وشاهين شهر وشيراز ومشهد ومدن أخرى، رافعين شعارات تندد بالغلاء مثل “موائدنا فارغة”.
وتتزايد التحرکات والنشاطات الاحتجاجية بسبب سوء الاوضاع المعيشية بإستمرار والذي يجب ملاحظته بهذا الصدد، هو إن الشعب الايراني لم يعد يأبه ويکترث لتهديدات النظام ولا للمارسات القمعية للأجهزة الامنية بعد أن بلغ به الحال أسوء مايکون، إذ الاحتجاجات لم تنحصر بالمعلمين بل وإنها قد شملت المتقاعدين وأصحاب المعاشات في مختلف مدن إيران، حيث يشتکي متقاعدو الضمان الاجتماعي وأصحاب المعاشات من تدني الرواتب التقاعدية، مطالبين بزيادة الأجور والمستحقات. والى جانب ذلك فقد واصل عمال شركة “طهران – جنوب، الخليج” القابضة، اليوم، إضرابهم لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على عدم دفع أجورهم لمدة 4 أشهر. كما شهدت مدينة كرمانشاه إضراب سائقي الحافلات التي بدأت يوم أمس، وبذلك أدى الإضراب إلى توقف التنقل بالحافلات داخل أكبر مدينة في غرب إيران، ويطالب السائقون بزيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل. کما نظم المهندسون في مدينة تبريز عاصمة محافظة آذربيجان الشرقية، وقفة احتجاجية أمام دائرة السكن والتنمية الحضرية في المدينة احتجاجا على ما وصفوه بإجراءات وزارة السكن والتنمية الحضرية غير التخصصية.

أحدث المقالات