منذ أن باتت التظاهرات الغاضبة للشعب العراقي تسير في إتجاه لايتفق وأهواء الاحزاب والفصائل الخاضعة لإيران، فقد صار الحديث يتردد کثيرا بشأن”إندساس” مشبوهين بين المتظاهرين حتى يتصيدوا بالمياه العکرة ويحققوا مآربهم، وقد تم إعتقال العشرات بهذه التهمة لکن الملفت للنظر کثيرا إن الذين تم إعتقالهم هم من الناشطين ويبدو إنه کان هناك نوعا من الانتقاء لهم.
التحذير من الاندساس، رافقته ممارسة قدر کبير من قمع المتظاهرين وحتى قتل بعضهم بل وحتى قاموا بإغتيال محامي أعلن عن تطوعه للدفاع عن المعتقلين من الانتفاضة، وفإ هکذا أجواء مکفهرة، فإن الامور کما يبدو تسير وفق سياق التشديد مع المتظاهرين أو بتعبير أقرب إن الحکومة والسلطات العراقية ولاسيما الاحزاب والفصائل الشيعية الخاضعة لطهران، ستتموضع ضد التظاهرات طبعا کل بأسلوبه وطريقته الخاصة، خصوصا بعد أن بات قادة من الحرس الثوري يتوافدون الى بغداد من أجل وضع آلية خاصة لمواجهة التظاهرات بحب مصادر مطلعة.
قتل 14 شخصا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل في الثامن من تموز الحالي في مدن متفرقة من الجنوب والوسط وبغداد، لايمکن إعتباره مجرد صدفة أو حوادث عرضية وقعت، بل إن الايام القادمة وإرتفاع سخونة التظاهرات وماقد يرافقها من شعارات ومطالب تستهدف المرتبطين بإيران، من المرجح أن يقود الى تکرار إستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين وتصفية أعداد منهم بأساليب وطرق متباينة لإلقاء الرعب بين صفوف المتظاهرين”کما فعلت الاجهزة الامنية الايرانية مع المتظاهرين المحتجين في داخل إيران وتفعل” خصوصا عندما يتم بث إشاعات تستهدف الروح المعنوية والوطنية للمتظاهرين.
الذين يتحدثون عن المندسين بين صفوف المتظاهرين العراقيين ويجعلون من ذلك ذريعة لإرتکاب جرائم وإنتهاکات، عليهم أن يعلموا بأن مايحدث هو تظاهر عراقي خالص غير تابع لأية جهة أو طرف ماعدا المصالح العليا للشعب، وإن على الحکومة العراقية أن تقوم بتنظيف أجهزتها ومٶسساتها من المندسين التابعين لفيلق القدس والمخابرات الايرانية حيث جعلوا من هذه الاجهزة والمٶسسات منابر تابعة للنظام الايراني المکروه والمرفوض من جانب شعبه، وإن لعبة وجود مندسين في التظاهرات في العراق، هي نفس لعبة وجود مندسين بين المتظاهرين المحتجين من الشعب الايراني، وإن السعي من أجل إلصاق نظرية المٶامرة المٶامرة بالتظاهرات العراقية هي خطوة أولى في سياق مخطط مشبوه يجب أن يتم فضحه منذ الان.