23 ديسمبر، 2024 1:15 م

عن المطالبة بإغلاق السفارات الايرانية في العالم

عن المطالبة بإغلاق السفارات الايرانية في العالم

لايبدو أن العمليات والنشاطات الارهابية المحمومة التي قام نظام الجمهورية الايرانية بتنفيذها على مر العقود الاربعة المنصرمة والتي إستفاد فيها من الغطاء الدبلوماسي بصورة ملفتة للنظر ووصلت الى حد جعل وزارة الخارجية أشبه بدائرة تابعة للحرس الثوري والمخابرات الايرانية، قد باتت في مأمن ويمکن لهذا النظام أن يستمر في اسلوبه هذا، خصوصا بعد أن إزدادت الادلة والقرائن والمستمسکات القانونية الثبوتية التي ليست تکشف وتفضح هذا النظام وإنما حتى تدينه.
العملية الارهابية التي قادها الادبلوماسي الارهابي، أسدالله أسدي، السکرتير الثالث السابق في السفارة الايرانية بالنمسا في عام 2018، من أجل تفجير التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس والذي کان يحضره زهاء 100 ألف من الحضور، هذه العملية وعمليات أخرى سبقتها أق أعقبتها أو إقترنت معها في ألبانيا وإيطاليا وهولندا والولايات المتحدة الامريکية وألمانيا والنمسا والارجنتين وبلدان عربية متعددة، قد جعلت المجتمع الدولي يضيق ذرعا بهذا النظام وإصراره غير العادي على جعل سفاراته مراکز وأوکار لملاحقة وتصفية خصومه والعبث بأمن وإستقرار بلدان العالم، وحتى إن محاکمة الارهابي أسدي والتي ستتم في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني القادم في بلجيکا، قد لفتت الانظار إليها بقوة بعد أن هدد هذا الارهابي بلجيکا بأن أذرع نظامه في بلدان المنطقة ونظامه نفسه سوف يتحرکون في حال إدانته، وهو الامر الذي سلط الاضواء على الماهية والمعدن غير المألوف لهذا النظام وضرورة التصرف معه کحالة إستثنائية وليس کدولة.
المٶتمر الدولي الاخير الذي أقيم عبر شبکة الانترنت يوم الخميس المنصرم المصادف ل15 أکتوبر/تشرين الاول، حول إرهاب النظام الإيراني وكيف يقوض الأمن العالمي. والذي حضره العديد من المشرعين البارزين من المملكة المتحدة. وسلط المشاركون الضوء على التهديد المستمر للإرهاب النابع من النظام الإيراني. لفت الانظار مرة أخرى الى الدور المشبوه وغير المقبول الذي يقوم به هذا النظام من خلال إستخدام سفاراته لأغراض أبعد ماتکون عن مهمتها ووظيفتها الاساسية، بل وإن الذي يلفت النظر کثيرا إن معظم الايرانيين المقيمين في الخارج ولاسيما الهاربين والمهاجرين من جور وظلم هذا النظام يتجنبون هذه السفارات کما لو إنها کالطاعون بالنسبة لهم.
هذا المٶتمر الذي يأتي بشکل خاص في أعقاب تهديدات جديدة من قبل الدبلوماسي المسجون من النظام الإرهابي أسد الله أسدي في بلجیکا التي كشفت عنها وسائل الإعلام الغربية. کان من أهدافه جعل المجتمع الدولي على إطلاع کامل بحقيقة عمل ونشاط سفارات هذا النظام ولاسيما عندما قال عضو البرلمان الأوروبي السابق ، ستروان ستيفنسون ، الذي کان یدیر المؤتمر فی مستهل خطابه: “في يونيو 2018، كان وزير خارجية النظام الإيراني محمد جواد ظريف مسؤولا عن محاولة تفجير ضد تجمع إيران الحرة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. المتآمرون، بمن فيهم أسد الله أسدي، دبلوماسي النظام، يحاكمون الآن في بلجيكا. إنها المرة الأولى التي يتورط فيها دبلوماسي تابع للنظام بشكل مباشر في محاولة إرهابية” وأضاف”لقد دمرت ديكتاتورية الملالي الفاشية الاقتصاد الإيراني وحولت هذه الدولة التي كانت ذات يوم عظيمة إلى دولة منبوذة دوليا. وتمتلئ سجون إيران بالسجناء السياسيين، الشباب الذين تم اعتقالهم خلال احتجاجات نوفمبر 2019.” ولذلك فقد طالب من إنه:”يجب إغلاق جميع السفارات الايرانية وطرد دبلوماسييها”، وقد أعاد التأکيد على هذا المطلب جميع المشرعين البريطانيين الذين شارکوا في هذا المٶتمر مع ملاحظة إن المٶتمر أولى عناية خاصة لمبادرة سياسية جديدة لزعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي قدمتها للمٶتمر وتتلخص في ثلاثة عناوين: “التأكيد على حقوق الإنسان للشعب الإيراني، وفرض عقوبات شاملة على الدكتاتورية الدينية والاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية.”، ومن دون شك فإن هذا النظام ومن خلال ملاحقته المستمرة من جانب المقاومة الايرانية والتنبيه المستمر الذي يقوم به للمجتمع الدولي، لم يعد کالسابق ولاسيما بعد التغييرات الملفتة للنظر على المواقف الغربية تجاه هذا النظام.