على الرغم من ” تفاهة ” مبلغ منحة المليون دينار البالغة ” مليون دينار سنويا ” , والتي تخصصت في البدء لأعضاء ” اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين , وثمّ جرى توسيعها لتشمل اعضاء نقابة الصحفيين , وثمّ ايضا جرى توسيع التوسيع ليشمل المنتمين الى نقابة الفنانين كذلك , وبعدها صار تقنين او تقليص الكرم او التكريم او المنحة من مبلغ 1,2oo ooo للأدباء والصحفيين , ليجري ضمّ نقابة المصورين الى القائمة وتخصيص مبلغ 1, 6OO OOO دينار للسادة المصوّرين ” منذ سنواتٍ قلائلٍ مضت ” , على أن يجري استقطاع الفروقات من اتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين ليغدو مبلغ المنحة السنوية مليون دينار .
 وعلى الرغم ايضا أنْ كان من المفترض رفض استلام قيمة مبلغ هذه المنحة ” التي لا تقدم ولا تؤخر ” بل انها تسيء الى مكانة الأدباء ورجال الإعلام الذين يُعتبرون ويمثّلون قادة الرأي وفق كلّ التعريفات الأكاديمية والعالمية , إلاّ أنّ هنالك اكثر من ملاحظة ! حول الغاء هذه المنحة : –
O – إنّ قرار منح هذا المبلغ الرمزي قد كان من رئاسة الوزراء السابقة وليس له من مبادرة او علاقةٍ ما بوزارة الثقافة والتي لاتنتمي ولا تخضع لها ايّ من الأتحادات والنقابات , بل والتي لم يحظَ ايّ من رجال الأدب والإعلام ” الموظفون في هذه الوزارة ” بأيّ اعتبارٍ وتقييمٍ معنوي لديها عبر الوزراء الذين مرّوا عليها وخصوصا السيد ” فرياد رواندزي ” الوزير الحالي الذي بادر بألغاء هذه المنحة التافهة .
O – دور وزارة الثقافة في ذلك ليس سوى آليّة ادارية وتنفيذية لتوزيع ما تسمى بمنحة بالتساوي دونما تمييزٍ بين ” مصوّر او اديب او رجل إعلام او فنّان ” وهذا ليس اساس حديثنا ولا من اساساته الفرعية ايضا .
O –  لا بدّ من الأعتراف أنّ انخفاض اسعار النفط ” عالميا ” قد القى بظلاله وتأثيره الكبير على ميزانية العراق ” بشكلٍ خاص ” , وكان لابدّ من التقشّف الحكومي على حساب الشعب المتقشّف اصلا منذ الغزو الأمريكي للبلد , ولكن .! لو جرت حساباتٌ دقيقة للبذخ المفرط والمسرف الذي ينخر في الدوائر والمؤسسات التابعة لوزارة الثقافة وخصوصا ما يقومون به عددٌ او اعداد من المدراء العامين فيها ” وبصمتٍ مستغرَب ” مّمن تولّوا منصب ” المفتش العام  ” الذي يكاد لا يفتش ! رغم ما تصله من معلوماتٍ وتقالريرٍ شتى من داخل اوساط الدوائر التابعة لوزارة الثقافة , والمقصود هنا لو جرى مقارنة هذا الإسراف المفرط بالمنحة السخيفة , فلربما تضاعفت بأضعاف مضاعفاتها الغير متوقعة .!
O – بكلّ تواضعٍ , وبقدر تعلّق الأمر بي كعضو في ” اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين , وكعضوٍ في نقابة الصحفيين ” , وبالأصالةِ والنيابةِ عن ” بعض ” زملائي واصدقائي في كلا الأتحادين , فأننا متنازلون للسيد ” رواندزي ” وزير الثقافة عن هذه المنحة المليونية الهائلة , ولكننا ” كأعلاميين ” نلحظ ونستقرئ للوزير في اجرائه هذا بأيقاف هذه المنحة ما يكاد يُعتبر اكثر من اجراءٍ < سياسي – دعائي > ! لمغازلةٍ واهية في مسيرة الأصلاح والتقشف , دونما طلبٍ مباشر من رئيس الوزراء لإيقاف هذه المساعدة المالية لمن يحتاجوها من قادة الرأي , ولا من عملية تطهيرٍ لما يقوم به بعض المدراء العامين بالأتجاه المعاكس للتقشّف المفترض .
O  – والى ذلك ايضاً , فلا نمتلكُ أيّ دليلٍ ماديٍّ ملموس اذا ما كان قرار السيد الوزير له علاقةٌ ما بِ ” راوندوز ” او الأقليم او الأنفصال المفترض , كما لانقصد بذلك اية علاقةٍ مفترضة بالعرقيّة او الأثنيّة وما الى ذلك , ونحن نبتعدُ عن ذلك ..!