23 ديسمبر، 2024 3:30 م

عن( العو ) و( ألهو ) رسالة الى متشاعر

عن( العو ) و( ألهو ) رسالة الى متشاعر

كنت قد كتبت في وقت مضى مقالا عنوانه (عواء الشعراء في رثاء الحياء) موضوعه محنة القصيدة العربية الحديثة والعراقية على وجه الخصوص ،وموضوع المقال أصلا يدور حول احد دواوين زمن(الفين وكفخة نسبة الى الكفخة التاريخية التي تلقاها العراق على يد بطل التحرير الامريكي)هذا الديوان الفريد الذي أمطرنا بالغريب والعجيب من فيروسات ما يسمى(قصيدة النثر) ،،هذه الآفة التي تفترس جسد القصيدة العربية بيد الملايين من المتشاعرين والادعياء ممن احترفوا التصحيف والتلاعب بالألفاظ،،وهو واحد منهم للأسف،،ليس في كل ما كتب فللامانة هناك نص او اثنين في الديوان يستحقان الوقوف عندهما ،،مع انهما ليسا شعريين حقا،،بل نصان نثريان منمقان باتقان،،ولو كنت مكانه لحذفت بقية الديوان ،،لان اغلب النصوص ترقى الى مستوى (الفضائح) اللغوية والشعرية ،،وهي صفة تكاد تجتمع عليها اغلب دواوين قصائد النثر التي تطبع بلا حسيب ولا رقيب  وبأسعار تنافسية أحيانا في بغداد او عمان او حتى دمشق وبيروت  ،،علما بان تسويقها شبه مستحيل ،،وتوزع بشكل هدايا تؤثث المكتبات ،لا لكون القراء يعزفون عن قراءة الشعر الان وحسب بل لأنهم وبحكم سرطان (الشهادات العليا) يقتنون نوعية محددة من الكتب بعيدا عن (التثقيف) الذاتي الذي اصبح القاريء العراقي المعاصر يفتقده بشكل مخز،وما دمنا نتحدث عن المتشاعرين الذين يعرفون بانهم لن يجدوا شبرا واحدا يحتلونه على خارطة الابداع الحقيقي ماداموا يسيرون في وهم قصيدة النثر والتشكيلات المشوهة بذريعة التجديد والحداثة ،فلا بد من الاشارة الى تلك البثور اللغوية التي تظهر على نصوصهم،مثل كلمات (العو والهو والمو والطش والفش والكش والطيخ والطاخ )وآخر سفاسف اللالاعيب اللغوية لن تخلق شاعرا،،ولغة بلا موهبة لا تصنع مبدعا،،والملايين الان يكتبون ولا احد يقرأ،،ومنهم من يكتب ليسد نقصا في شخصيته، ومنهم من يكتب ليداهن ويتقرب من جناب ذوي النعم والمناصب و(اللقم)،،في عودة كارثية للتكسب العربي الذي يمثل علامة فارقة للشعر العربي في كل عصوره رغم أنف الدراسات والباحثين لانها الحقيقة المرة التي تربت عليها القصيدة العربية ،،على ان أبرزهم  من يكتب ليصنع طاغيته الخاصة فلطالما صنع الشعراء الطغاة،،وربما كان السبب في كوننا الأمة الأولى في العالم المتفوقة في عدد الطغاة والدكتاتوريين في التاريخ يرجع الى الشعر وبراعتنا فيه،،فنحن محترفون في التلاعب اللغوي والادعاء الادبي ،،لهذا فصاحبنا مطالب بالتكفير عن ذنوبه على الأقل ليلقى وجه ربه ناقصا من ذنوب الشعراء،،وعليه أولا ان يحرق ديوانه،،ثم ينسى العبث اللغوي الذي يتوهم انه شعرا،وان أراد ان يكتب فأظن ان البيئة السياسية والفكرية والاجتماعية العراقية حافلة بالموضوعات ،،وما بال النثر لا يختاره هو ومن يلصقون أسمائهم قسرا بالشعر فقط ليحصلوا على ذلك اللقب المضلل المسمى،،،شاعرا،،يتبعه الغاوون،،