21 مايو، 2024 8:06 م
Search
Close this search box.

عن الضربات الأمريكية التي ع الطريق .!

Facebook
Twitter
LinkedIn

 بغضّ النظر عن البيان الذي اصدره حزب الله العراقي ليلة امس , حول تعليق او ايقاف استهداف القواعد الأمريكية بغية عدم احراج الحكومة العراقية .! والذي تضمّنَ فقرةً اخرى بأنّ الحزب سوف لا يردّ عسكرياً بالضد على أيّة ضربةٍ عسكريةٍ تستهدفه .! , سوف نجتاز ونتجاوز هذا الأمر آنيّاً بإنتظارٍ لإنعكاساته ومداخلاته على الصعيد الأمريكي وعلى الأمكنة المحددة مسبقاً للضَرَبات الأمريكية القادمة .

لاحظ المتابعون وعموم المستمعون والقرّاء للإعلان الأمريكي عن اقتراب موعد الرّد الأمريكي , أنّ هذا الإعلان كان مدروساً بعناية وتمّتْ برمجته الى ثلاث مراحلٍ متقاربة جداً في التوقيت والساعات .. الموقف الأمريكي المنتظر والمتوقّع مسبقاً جرى تسريبه عمدا من البنتاغون او الأجهزة المخابراتية الى شبكة CNN الشهيرة , والتي بثّت أن من المرجح أن تكون الضربة الأمريكية خلال اليومين القادمين , ثمّ اجرت تعديلاً على ذلك بالقول ” أنّ هذين اليومين سوف يكونا بعد موافقة الرئيس بايدن على تحديد الضربة , الى أن جرى الإعلان الأخير ” قبل سويعاتٍ من ليلة امس ” عن إتمام موافقة الرئيس الكاملة في الرّد وطبيعة الرّد الأمريكي , وكما لوحظ أنّ جرى التعمّد في التمويه عن الأهداف التي ستستهدفها الصواريخ او الطائرات الأمريكية , عبر الإشارة الى أنّ العملية ستكون على شكل موجات , ولا تقتصر على يومٍ واحد , وقد تشمل قواعد او مراكز للميليشيات والحرس الثوري الأيراني في العراق وسوريا وحتى في امكنة اخرى , لكنها لن تطال العمق الأيراني .. كلّ ما وردَ في CNN منقولاً عن القيادات الأمريكية فإنّه يشكّل جزءاً من الحرب النفسية وحرب الأعصاب ايضاً , لكنه وكما يبدو أنّ هذه العملية المسبقة لا تمتلك نسبة النجاح الإعلامي والمعنوي 100 % 100 … احدى الدوافع المحورية للتطرّق عن برمجة الإعلان عن الهجمة الأمريكية القادمة او المرتقبة , فأحد المحللين الأمنيين والسياسيين من العراق < نتحفّظ عن ذكر إسمه > تحدّث ليلة امس الى احدى الفضائيات العربية مبدياً استغرابه من قيام الولايات المتحدة للإعلان عن موعد هجومها المسبق , بما يتيح للخصم تغيير مواقعه وحتى الإختباء والتخفّي الى امكنةٍ غير معروفة .

في الحقيقة أنّ جزءاً من حديث السيد المحلل الأمني صائب وصحيح , لكنّ من تقاليد الجيش الأمريكي الغريبة هو الإعلان المسبق لأيّ حربٍ او معركةٍ يشنّها او يبدأها , وهذا ما حصل فعلياً عن الإعلان ليوم الهجوم لحرب عام 1991 < ليلة 16 \ 17 من شهر كانون 2 لتلك السنة ومن قبل بدء الحرب , والأمر ذاته تكرّر في إلإعلان المسبق عن تحديد موعد غزو العراق لعام 2003 في ليلة 19 \ 20 لذلك العام , إنّما الأمر يختلف كلياً وجذرياً بصورة قاطعة , حين تستخدم الأجهزة الأمريكية اقصى درجات التمويه والكتمان ( وتُشغل الرأي العام وذوي العلاقة من المستهدفين بأشياءٍ وأمورٍ بعيدة , مع التركيز عليها اعلامياً ) في حالة النيّة لإغتيال او استهداف اشخاص ” على درجةٍ عاليةٍ من الأهمية ” كعملية اغتيال وقتل أسامة بن لادن , وكذلك في عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني وما رافقها وما اعقبها من اجراءاتٍ تمويهيةٍ اصابت معظم وسائل الإعلام بالحيرة في التحليل والتفكيك المتبعثر , الى أن كشفت اإدارة الأمريكية عن التفاصيل الدقيقة عن عملية الإصطياد او الإغتيال بما يناقض ما كان معلناً من قِبلها قبل ذلك .!

   بالعودة الى الموضوعة الرئيسية لهذه المقالة حول الضربة الأمريكية المقبلة والتي تترآى بأنها متعددة الإتجاهات < لكنها الى حدٍ ما .! > وبالتناغم مع مستجداتٍ طرأت على الحدث من قبل أن يحدث .! فيمكن القول أنها تجمع بين كلتا الحالتين وبدرجاتٍ متفاوتة < بين الإعلان عن شنّ معركة او استهداف لزعماء ميليشيات ومواقعهم وقواعد ومنصات صواريخهم > ولعلّ الأهم من ذلك هو المراقبة الدقيقة لنقل هذه الأسلحة الثقيلة عبر الأقمار الصناعية المسلّطة على كلّ جزئيات العراق وسوريا , وهنا تتكبّل الكلمات نوعياً وكميّاً الى حين موعد الضربة الأمريكية المفترض ان تغدو ضاربة .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب