للشعر دور هام وأساسي في التعبير عن الواقع وتصوير هموم واحوال الناس المعيشية وتجسيد معاناتهم وأوجاعهم ورسم أحلامهم وتطلعاتهم.
ومع ظهور فيروس كورونا التاجي المستجد في أواخر العام المنصرم بمدينة اوهان الصينية، الذي حصد آلاف الأرواح، واوقع الكثير في حبائله، ونشر الرعب والهلع في كل مكان، وأمتد لدول العالم قاطبة، وغدا وباءً كونيًا، وجعل الناس تحشر وتعزل نفسها في حجر صحي، وشلّ الحياة بكل أوجهها وجوانبها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والعملية.
في خضم هذه الأجواء تفتحت القرائح وانطلق الشعر ليؤدي دوره المفترض في مثل هذه الاحوال والأوضاع المعيشية، كون الشاعر الأشد حساسية واحساسًا وتأثرًا بما يجري حوله، ففاض خياله وجادت روحه وقريحته الشعرية بحروف وكلمات ومعانٍ وصور وايقاعات تعبر عن معاناة الناس وقلق البشر، في ظل انتشار هذا الوباء اللعين والتحذير من خطره، ودعوة الناس البقاء في البيوت.
لقد تحركت قرائح الشعراء وتدفقت عواطفهم، وجادوا بفيض من القصائد والأشعار والخواطر والصور القلمية، التي ملأت صفحات الصحف والمواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، وتصور الوجع والألم والقلق الإنساني، جراء هذا الوباء الكوني، والحث على التزام الحجر الصحي، لمواجهة الوباء والحد من انتشاره بين بني البشر.
لقد ألهب فيروس كورونا خيال الشعراء والمبدعين في كل مكان من الكرة الأرضية، ولا شك أننا سنشهد في المستقبل المنظور ظهور الكثير من الاعمال والتجارب الشعرية والنصوص الأدبية الإبداعية التي تسجل لهذه الحقبة السوداء، وتتغنى بانتصار العلم والإنسان على هذا الوباء الكوني المستجد.
إننا ننتظر الفرج، ولا بد من إشراقة الشمس وعودة الحياة الطبيعية لسابق عهدها..!