19 ديسمبر، 2024 1:52 ص

عن الذکرى 41 لتأسيس النظام الايراني

عن الذکرى 41 لتأسيس النظام الايراني

لم تظهرعلى الاحتفالات بالذكرى الـ41 لتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علامات ومٶشرات تدل على إنها عادية وطبيعية كسائر الاعوام المنصرمة، بل إن الاوضاع السائدة في في إيران والاجواء المتوترة والمكهربة السائدة فيها، لا تدل على ذلك وإنما توحي بأن هناك حالة من الترقب والحذر على أكثر من صعيد.
التصريحات والمواقف الاخيرة للمرشد الاعلى بعد الانتفاضتين الاخيرتين والتي أظهرت مدى تحامله على الشعب وحتى قبل ذلك على الشعب العراقي عندما إنتفض قبل أربعة أشهر ضد دور ونفوذ النظام الايراني، يمکن إعتباره موقف غير مسبوق يدل على خطورة المرحلة التي دخلتها الاوضاع في إيران على أثر المستجدات الاخيرة وإستمرار الاحتجاجات المتداعية عنها مصحوبة بجنوح طهران نحو عزلة غير مسبوقة وتراجع ملفت للنظر في دورها على مختلف الاصعدة. وكما يبدو فإن السلطات الايرانية قد اتخذت كل الاجراءات والاحتياطات الامنية غير المسبوقة من أجل جعل الاحتفالات بمناسبة مرور 41 عاما على تأسيس النظام ناجحة ولذلك لتسويقها لأكثر من هدف وغاية، لکن من الواضح إن شيئا من ذلك لم يحدث.
زيادة السخط والغضب الشعبي الايراني بسبب ما آلت إليه الاوضاع والمعاناة غير العادية للشعب الايراني في مختلف المجالات، يضفي الكثير من الحساسية على الشعب وهو يلاحظ الاحتياطات الامنية وكون الاجهزة الامنية في حالة إستعداد غير عادية للإجهاز على أي تحرك شعبي مضاد للنظام. ولا ريب فإن الشعب الايراني يعلم جيدا بأن النظام يقوم بهذه الاحتفالات وفي هذه السنة بالذات من أجل تخفيف الضغط الدولي عليه والإيحاء بأن الشعب راض عن النظام وملتف حوله، فهل سيسمح الشعب بذلك؟ ذلك هو السٶال الذي يٶرق ليس الاجهزة الامنية بل وحتى معظم القادة والمسٶولين الايرانيين بعد أن صارت الحياة في ظلم هذا النظام وبعد 41 عاما أشبه بالجحيم كما يصفه الايرانيون الهاربون.
أكبر مشكلة تواجه السلطات الايرانية وتسبب لها صداعا وأرقا مزمنا هو إن الشعب الايراني بعد الانتفاضات الثلاثة الاخيرة التي قام بها، لم يعد كما كان عليه قبل من قبل وهذه حقيقة باتت تفرض نفسها بقوة ولاسيما بعد رفع شعارات تنادي بالموت للديكتاتور أي المرشد الاعلى للنظام وهو أصل وأساس نظام ولاية الفقيه بل وإن النظام كله قد بني على أساسه إضافة الى الشعار الآخر ذي المغزى والاعتبار الخاص: عدونا هنا أمامنا وليس في أميركا. وهذان الشعاران يٶكدان بأن الاوضاع والامور لم تعد كما كانت عليه في الاعوام السابقة وإن ما وصفه روحاني قبل أشهر بعدم ثقة الشعب بالنظام كان دقيقا الى أبعد حد لأنه يترجم حرفيا على أرض الواقع، ولکن لو دققنا في کلام روحاني وقبله في مواقف المرشد الاعلى المتوترة وغير المتزنة حتى، فإننا يجب أن نقرأ مابين الاسطر، إذ أن الاوضاع المتوترة في الداخل وتزايد نقمة الشعب على النظام وتصاعد الاحتجاجات وإندلاع ثلاثة إنتفاضات ذات سياق سياسي ـ فکري واضح تطالب بإسقاط النظام، إنما هو حاصل تحصيل تصاعد دور وحضور وتأثير منظمة مجاهدي خلق في الاوضاع في إيران بمختلف الاتجاهات وعلى کافة الاصعدة، ولأن هذه المنظمة تمتلك برنامجا سياسيا ـ فکريا ـ إجتماعيا ـ إقتصاديا شاملا لإيران، وبسبب من شعبيتها وجماهيريتها، فإنها تعتبر وبحق بديلا للنظام، وهذا هو السبب الاساسي فيما يجري حاليا من تطورات غير عادية تٶسس لمرحلة وعهد جديد في إيران.

أحدث المقالات

أحدث المقالات