كل برلمانات الدول تكرس عملها لخدمة دولها وشعبها ألا البرلمان العراقي ممثلا برئاسته والكثير من أعضائه , فالظهور المتكرر للكثير من أعضاء البرلمان العراقي في لقاءاتهم الفضائية من خارج العراق وخصوصا من عمان وبيروت ولندن وعواصم أخرى كثيرة يطيب للبعض التواجد فيها أكثر من التواجد بين أبناء شعبه الذين أنتخبوه ؟
والسيد النجيفي لم يكتفي بزياراته المتكررة لتركيا التي لم تنعكس بفائدة وطنية على العراق الذي لايحتاج من تركيا ألا الوفاء فأصبح وفاؤها غدرا كما غدرت بسورية وشعبها وماتفكيك ” 1500 ” مصنع من حلب ونقلها الى تركيا ألا عملا لايوضع في سياق الوفاء ناهيك عن فلول المرتزقة من الشيشان وألافغان والتونسيين والليبيين وبقية العرب الذين ضيعوا بوصلة الجهاد والمقاومة وأصبحوا في كماشة الرهان الخاسر لمحور المخطط التوراتي وعرابيه في المنطقة من عوائل وأنظمة البترول وتبعية الروك أند رول وسماسرة ألايباك وألادول ؟
سورية التي هجر شعبها ودمرت مدنها بفعل مقاولات مايسمى بالثورة اللعنة التي لم تبق للثورة من معنى بعد أن تحولت الى قتل على الهوية وأغتصاب للنساء وقتال على المغانم للمدن المسبية بدعوات صهيونية تنتظر أعلان الفرح ألاكبر بالقضاء على سورية المقاومة التي جعل منها جيشها العربي السوري ممانعة للغزل ألامريكي ألاوربي الذي لايهمه ألا البترول وأمن أسرائيل ومن هنا أصبح بشار ألاسد وأحمدي نجاد وحسن نصر الله أعداء لقادة المخطط التوراتي الذي رحل هذه العداوة بمهارة فائقة الى قلوب وعقول الذين ضيعوا بوصلة الحق ولبسوا رداء الباطل ولم يتورعوا بالكشف عن قناعاتهم المضللة فكان منهم السيد أسامة النجيفي الذي زار الدوحة زيارة ليس فيها ألا لبوس العار والخيانة الوطنية وأستلاب الغيرة والحمية العراقية , فكيف يمكن أن يكون لوطني ومسؤول من الدرجة ألاولى أن يزور أمارة لم تفتح لها سفارة في بغداد , ناهيك عن تأمرها وكيدها العلني لآمن وأستقرار العراق , وأذا كان السيد أسامة النجيفي لم يكتفي بزياراته الغامضة لتركيا ولا زيارته المشبوهة للدوحة فأن تصريحاته في مؤتمره الصحفي يوم 5|3|2013 تخرجه من حلبة الحراك الوطني وتجعله بضاعة مضافة وزهيدة لمايصدر من تركيا والسعودية والخليج عبر التظاهرات المفتعلة والمدفوعة الثمن والتي لم تتورع عن الولوغ في الغوغاء الطائفية والتنكر للآصالة الوطنية يستثنى من ذلك شرفاء المنطقة الغربية وهم كثر .
والسيد أسامة النجيفي لم يحترم الموقف الموحد للسياسة الوطنية العراقية فسمى بشار ألاسد دكتاتورا يظلم شعبه ؟ وهذا مايريده محور المخطط التوراتي فلا تنفع السيد أسامة النجيفي عروبيته التي أنتهت في حاضنة السعوديين والقطريين وأوردغان العثماني الذي سماه أحد خطباء الفتنة بألانبار بأبن محمد الفاتح ؟ وهكذا تختلط ألاوراق وتضيع المصاديق , ونحن لانريد هنا أن ندافع عن بشار ألاسد ولكن ماظهر في سورية من دمار ومن سلوك للمعارضة لايجلب ألا العار , لابد لنا ولغيرنا من شرفاء المنطقة أن نعيد الحساب والتقييم , فسورية التي كانت تنعم بألامن وألامان وتتعايش فيها القوميات وألاديان وليست مدانة لدولة أجنبية وتكاد تكون مكتفية من الخبز والزراعة والدواء هذا مع عدم غض النظر عن أخطاء النظام التي تصاغرت تجاه ماواجه سورية من تفتيت ودمار وأنتقام , ومن يترك التحريض ألاعلامي لقناة الجزيرة والعربية والشرقية والقنوات الطائفية مثل المستقلة والوصال ومن يجري في ركابها , فأن أحترام العقل العربي والموقف الشرعي يجعل من المنصفين من كتاب ومثقفين وسياسيين ورؤساء عشائر وحواضن دينية لابد لهم من أن يعيدوا حساب المواقف فينصفوا المقاومة ومن يقف معها ويدعمها مثل سورية ويحترموا الممانعة وما دفعته من ضريبة في أقتصادها وحقوقها وحريتها مثل أيران , وموقف من هذا المستوى هو الشجاعة التي تفتخر بها ألاوطان وتحترمها ألاديان , والسيد النجيفي في تحامله على بشار ألاسد لايكون ديمقراطيا منصفا لآن بشار ألاسد ثبتت ألاحداث بعد سنتين من الحرب الكونية على سورية أنه يقف معه أغلب الشعب السوري وأغلب هذه الغالبية من من أهل السنة بعلمائهم ” مفتي سورية الدكتور الشيخ بدر الدين حسون , ورئيس أتحاد علماء الشام وأمام المسجد ألاموي الكبير في دمشق الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي , وكبار بطاركة المسيحيين ورجال الدين الموحدين الدروز في سورية , كما ثبت صمود الجيش العربي السوري مع قيادته ولم ينشق منه ألا نفر قليل لايؤثرون في عداد الجيش العربي السوري ومع وجود ألاغراءات المالية التي قدمت من قطر والسعودية والتي بلغت ” 5″ مليون دولار لكل مسؤول عسكري أو مدني من الدرجة ألاولى ينشق عن سورية حتى حاول رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم أن يدفع الى وزيرخارجية سورية ألاستاذ وليد المعلم مبلغ ” 100 ” مليون دولار من أجل أن ينشق ولكنه لم يفلح وبقي وليد المعلم يقود الدبلوماسية السورية وهذه شهادة لآخلاص الرجل لوطنه وشعبه وكنا نتمنى على بعض المسؤولين العراقيين من نواب وساسة ووزراء أن لايستسلموا لآغراءات السعودية وقطر كما لم يستسلم وليد المعلم ومعه كثير من المسؤولين السوريين وقد فضحتهم وثيقة المخابرات الروسية بشهادة سفير عربي عن قيمة ألاموال التي أستلموها من قطر من أجل تأجيج ألاحتجاجات وتثبت تلك الوثيقة أن السيد أسامة النجيفي مشمولا بها بل ومن أكثرها ثمنا ؟
ثم أن السيد أسامة النجيفي أذا كان سياسيا عروبيا كما يدعي عليه أن لايتكلم بأسم الشعب السوري ولايكون نصيرا لما يسمى بالجيش السوري الحر ويعرف ماذا يقول السوريون عن هذا الفصيل السائر في ركاب المخطط التوراتي لتدمير سورية .
ومما جعل السيد النجيفي يبدو في مؤتمره الصحفي غريبا على الحراك الوطني وقوفه الى جانب مايسمى بالجيش الحر وأتهامه للجيش العراقي في حدود اليعربية بما لايسمح لنفسه أي مبتدأ في السياسة أن يطعن بجيشه لصالح عصابات دمرت وطنها وأذت شعبها وباعت كرامتها للآجنبي , ثم وقوف النجيفي مع التظاهرات المفتعلة التي كشفت عن وجهها الطائفي وعن خيانتها للمسيرة الوطنية وأتهام الحكومة بالتقصير وعدم السعي الحقيقي لحل مشاكل المتظاهرين وهي مطالب تعجيزية لاتنتمي لروح الوطن ومسيرته السياسية , والسيد النجيفي ينسى نفسه أنه هو جزء من المشكلة ومن معه من قائمته وكتلته التي أثبت القضاء تورط بعض قياداتها بأعمال أرهابية , والدليل على مشاركته الفعلية بصناعة المشكلة المفتعلة من خلال التظاهرات التي أصبحت فضيحة سياسية لايفتخر بها أحد من الذين يحترمون أوطانهم ويحبونها , وأفتخار النجيفي بوقوفه مع المتظاهرين هو أفتخار في غير محله ولايجد له ترويجا ألا في قناة الجزيرة والعربية والشرقية والمستقلة والوصال وكفى بهذه القنوات من يقف ورائها من أعداء العراق .
للسيد النجيفي نقول : لم تكن في مؤتمرك الصحفي رئيسا للبرلمان العراقي وأنما كنت مسوقا لآجندات خارجية بطلت أغلب مفاعيلها وظل للجهلة وأصحاب المصالح الشخصية طمعا فيها كما يطمع الظمأن بالسراب ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]