الحديث عن الدور الايراني في العراق، ولاسيما بعد الاحتلال الامريکي للعراق، هو حديث طويل و متشعب و له تأثيرات و تداعيات متباينة لايمکن حصرها في العديد من المجالات، ولعل مايقال عن إن الولايات المتحدة الامريکية و بعد إحتلالها قد قدمت العراق على طبق من ذهب لإيران، لم يعد بکلام غريب أو مثير للشکوك بل إن هناك الکثير من الشواهد و المٶشرات التي تٶکد و تثبت ذلك
العلاقات مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد الاحتلال الامريکي للعراق، شهدت تطورا واسعا لصالح الاخير بالشکل الذي يمکن تشبيه العراق بأرض مفتوحة أمام طهران ولها حق إستخدامه بمختلف الانواع مقابل أجر رمزي، وحتى إن زيارة العتبات المقدسة التي من المفترض أن تدر موردا ماليا لصالح العراق، حتى في هذا المجال قام النظام الايراني بإستغلال الامر بطريقة لايستفيد منها العراق شيئا خصوصا عندما تم الاتفاق على صيغة جديدة لدخول الايرانيين لصالح طهران.
الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تکاد أن تسيطر على الساحتين السياسية و الامنية في العراق من خلال أذرعها المتواجدة في البلاد، جعلت من العراق سوقا لبضائعها الرديئة و حتى تلك التي إنتهت صلاحيتها، وحتى إن الاسلحة التي ترسلها للعراق بموجب صفقات ضخمة کان من ضمنها صفقة من عشرة مليارات لأسلحة ثبت بأنها أسلحة رديئة و فاسدة، والمشکلة الاکبر هي عدم وجود موقف وطني من جانب الساسة العراقيين المعنيين لإنهاء مهزلة العلاقات العراقية ـ الايرانية بهذه الصورة المثيرة للسخرية.
العلاقات بين العراق و إيران ومنذ عام 2003 ولحد الان هي أشبه ماتکون بعلاقات بين دولة تحتل دولة أخرى، ذلك إن النفوذ الايراني بمختلف أبعاده و الذي تجاوز کل الحدود يمسك بتلابيب مختلف الاوضاع في العراق ومن ضمنها الاوضاع الاقتصادية التي تتراجع أمام الهيمنة المتصاعدة لطهران، والانکى من ذلك إن الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تقوم بحلب و نهب خيرات العراق بطرق و اساليب ملتوية لاتکتفي من ذلك وانما تقوم أيضا وطبقا لما أکدته مرکز العلاقات التنموية ومقره في لندن، بسرقة النفط العراقي من معظم الحقول المجاورة لحدودها وحتى تلك التي تقع داخل الاراضي العراقية و ليست بحقول مشترکة، وبموجب ماأکده هذا المرکز فإن طهران تسرق سنويا ماقيمته 17 مليار دولار من النفط العراقي، وکل هذا تحت نظر الحکومة العراقية التي لاتنبس ببنت شفة ازاء ذلك!
هذه العلاقات غير المتوازنة و المضرة جدا بمصالح العراق من مختلف النواحي من الضروري جدا إعادة النظر فيها کليا و إيقاف هذه المهزلة لصالح نظام يصدر بدلا من کل هذه الخيرات التي يسرقها من العراق، التطرف الديني و الارهاب و الجريمة و الدمار و التفجيرات وإن هذه مهمة وطنية مستعجلة في عنق کل سياسي يعتبر نفسه إبنا للعراق و شعبه، الذي يجب أن نلتفت إليه هنا و نورده ونحن في سياق الحديث عن الدور الايراني في العراق، هو ذلك التصريح الذي أدلت به زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي في عام 2004، حيث حذرت فيه من دور هذا النظام و أکدت بأنه”أخطر من القنبلة الذرية بمائة مرة”، وقد کان السيدة رجوي تعني حقا ماتقول خصوصا عندما نتابع ماقد حصل و جرى بعد إستفحال النفوذ الايراني في العراق و يقينا فإنه لا العراق و لا أية دولة أخرى في المنطقة ستنعم بالسلام و الامن و الاستقرار طالما بقي هذا النفوذ!
[email protected]