23 ديسمبر، 2024 12:05 ص

عن الخطر الايراني مرة أخرى

عن الخطر الايراني مرة أخرى

من السذاجة المفرطة الاعتقاد بإمکانية القضاء على الخطر الايراني و إنهائه کاملا مع بقاء و إستمرار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلك إن هذا النظام  الذي يسعى لإقامة إمبراطورية دينية، لايمکنه تحقيق مشروعه هذا دون الاعتماد على رکيزتين اساسيتين من أجل ذلك وهما؛ قمع الشعب الايراني في الداخل و التدخلات في دول المنطقة و إخضاعها لنفوذ و هيمنة النظام، من هنا، فإن الذين يتصورون بأن هذا النظام سينسحب يوما من البلدان الخاضعة له و يترکها و شأنها، إنما يحلمون أحلام العصافير!

هذا النظام الذي تجاوز حدوده بکثير و أوصل نفوذه الى البحر المتوسط(حيث تفاخر العديد من قادته بذلك علنا)، يريد الان أن يوصل هذا النفوذ الى البحر الاحمر و يلتف على السعودية و دول الخليج، والذي يلفت النظر إن قادة و مسٶولين إيرانيين لايخفون طموحهم هذا وانما يجاهرون بها علنا، خصوصا عندما يتفاخرون بأن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون هي صواريخ إيرانية!

إدانة وزراء خارجية دول التحالف العربي الداعمة للشرعية في اليمن في بيانهم  الختامي الاخير، “الدعم الايراني لمليشيات الحوثي الانقلابية عن طريق مدهم بالذخيرة والسلاح والصواريخ الباليستية، مما يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن، محملين النظام الإيراني مسؤولية العبث بأمن المنطقة. “، بحسب ماجاء في البيان، التدخل الايراني في اليمن تم و يتم على مرئى و مسمع من المجتمع الدولي، وهم يسعون من أجل تحقيق أهداف جديدة و يبذلون کل مابوسعهم من أجل ذلك، وإن المجتمع الدولي و مجلس الامن تحديدا، مطلوب أن ينهض بمهامه بهذا الصدد، لأن الحوثيين ليس بإمکانهم أن يشکلوا هکذا تهديد و خطر من دون دعم إيراني مستمر وعبر طرق و وسائل مختلفة، والذي يجب على مجلس الامن أن يفهمه و يستوعبه جيدا هو إن نجاح إيران في اليمن يعني الاستعداد لخطوات أخطر خصوصا وإنها ستصبح على بعد خطوات من أفريقيا حيث لها خلاياها النائمة و الصاحية هناك رغم إن الخطر الاکبر سيکون من حصة البلدان العربية هناك.

هل يمکن درء الخطر الايراني بالاساليب و الوسائل التقليدية عن بلدان المنطقة؟ ذلك ممکن في حالة واحدة وهي إذا تخلى النظام في إيران عن نظرية ولاية الفقيه، وهو المستحيل بعينه، ومثلما إن المقاومة الايرانية التي رفعت شعار إسقاط النظام فإنها فعلت ذلك لأنها وجدت بأنه لامجال للتفاوض و الحوار مع نظام يفکر بعقلية دينية فاشية! وبطبيعة الحال فإن أساس المشکلة في هذه العقلية الدينية ذات البعد الطائفي و التي تروج ليل نهار لفکرة مظلومية الشيعة من جهة و لفکرة القضاء على الطواغيت، والمقصود بذلك الانظمة السياسية في المنطقة، ولذلك فإنه لامناص من الاعتراف بأن خيار التغيير في إيران هو الخيار الوحيد المتاح أمام بلدان المنطقة و العالم وإن لم تتبع بلدان المنطقة هذا الخيار و تتمسك به فإن عليها أن تنظر إسقاطها من قبل إيران و عملائها!!