10 أبريل، 2024 11:01 ص
Search
Close this search box.

عن الحب والعراق وأشياء اخرى….

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يعتد الجميع بعد على الاحتفال بعيد الحب في العراق، ذلك اليوم الذي عرفناه بعد عام 2003 على نحو خجول،  وبدأ يتردد على السنة شباب حالمون، يقلبون احلامهم عبر رسائل مغمسة بالحب يتبادلونها خجلاً ، وبوادر دب أحمر يبدو مابين الكفين…
عيد الحب في البلاد، او عيد (الفلنتاين) تفرد بأكثر من معنى، واكثر من طريقة للتعبير عنه، بحسب السنوات التي مر بها، ففي أيام العنف الطائفي الصعبة كان مجرد  الحديث عن  احتفال بعيد  للحب، مدعاة  للسخرية بل والكذب ايضاً ، وتلتها سنوات الرخاء، عندما هدأت العاصفة وعاد المهاجرون الى الديار، وصار البحث عن مناسبة للفرح تحتل مساحة من التفكير والتحضيرات ايضاً ، وازهر وقتها عيد الحب في الاسواق ، حتى بالغ البائعون في دعوة الناس للحب عبر تزيين محالهم بأشكال وانواع شتى من هدايا الحب التي لاترضى الا باللون الاحمر الفاقع دليلا لها…
ومثلما اعتدنا في اكثر من مناسبة تمر بالبلاد، فأن السياسيين وقادة الرأي فيه،  ابتكروا الاحتفال بيوم الحب، بل واستغلوه لاعلان حبهم للعراق ووحدته، وسارعوا لكشف  سبل احتفالاتهم بطرق جديدة وعبر دعوة الجماهير للتوحد ونبذ الطائفية، كأنهم يرمون ردائهم الذي حاكوه بأنفسهم علينا، متناسين ان الشعب قال كلمته قبلاً  واعلن ولاءه لوطنه  قبل ان يقسموا حتى يمين توليهم مسؤولية البلاد والعباد.
اعياد الحب برايي لاتصلح للمهاترات وتصليح مافسد من الاقوال والافعال، لانه ووبساطة ان خرج  من ايدي  المحبين انفسهم،  من اصحاب القلوب النقية،فقد كل معنى لها، وتغدو الخطابات والكلمات عندها محض مراوغة لاتنطلي على احد..!
عيد الحب هو عيد الحب، ولاشيء غيره، ان تقدم زهرة لامك او حبيبك او زوجك او اخيك اواختك او صديقك، وتقول له احبك اليوم مثلما الامس وغداً، ويكون قلبك صادقاً ونقياً وقتها، سواء حملت له هدية ثمينة او لم تحمل، فرسول الحب اكبر من ان يقيم بالهدايا والاموال.. عيد الحب ان تمنح نفسك زمناً من الرحمة التي تغطي المحيطين بك وتجعلك تكتشف اروع مافيهم.. وهو نفسه عيد الحب الذي يغلف حياتنا بالامل برغم كل مايدور من نزاعات وتوترات،  مرت فينا وخرجنا منها اقوى من الامس..
عيد الحب في بلادي، بكل تواريخه وازمانه واشكاله وسنواته، متجذر فينا قبلا ونحن نرق دمعة لحال مسكين او مريض او طفل مشرد  في الاحياء,… عيد الحب علامة فارقة للعراقيين  وان استوردناه من الخارج كا يقول البعض… فحسبي ان  أستيراد الحب افضل من استيراد السلاح والكراهية، كل عام والعراقيين بالف خير..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب