18 ديسمبر، 2024 9:32 م

عن التفاوض مع النظام الايراني

عن التفاوض مع النظام الايراني

لم تکن مجرد صدفة أو حادثة عرضية عندما تفاخر حسن روحاني في کتاب له بنجاحه في خداع وفد الترويکا الاوربية في المحادثات التي کانت تجري معهم بشأن برنامجهم النووي، خصوصا إذا ماعلمنا بأنه کان يرأس الجانب الايراني في تلك المحادثات، ذلك إن المسألة الاهم عند القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هي المحافظة على النظام خصوصا إذا ماکانت هناك ثمة أخطار وتهديدات تحدق به، وإن الاتفاق الذي تمخض عن عن تلك المحادثات مع الترويکا الاوربية في عام 2004، فشل لأن النظام الايراني لم يلتزم به رغم إنه کان في صالحه في خطه العام.
الاتفاق النووي الذي نجم عن مفاوضات طويلة وشائکة بين النظام الايراني وبين مجموعة 5+1، لم يسلم من محاولات الانتهاك ونقضه بنوده من جانب النظام الايراني خصوصا بعد أن تم نشر العديد من التقارير الاستخبارية بهذا الصدد وحتى لو لم تقم الولايات المتحدة الامريکية بالانسحاب من الاتفاق في عهد ترامب، فإنه لم يکن في نية النظام الايراني الانصياع الکامل لهذا الاتفاق وإنهاء حلمه النووي، بل وإننا إذا مالاحظنا فإن النظام الايراني وبعد الاتفاق النووي قد وسع من دائرة نفوذه وقبل ذلك من تطوير برامجه الصاروخية وهو ماوضح بالاصل النوايا المشبوهة للنظام الايراني من وراء التوقيع على ذلك الاتفاق والذي يتوضح مع مرور الايام کونه إتفاقا غير عمليا ويجب إجراء تغييرات عليه بحيث تسد الثغرات التي فيه والتي إستغلها النظام الايراني أبشع إستغلال.
إن السٶال الذي يجب طرحه هو مالذي تحقق للمجتمع الدولي من وراء إتفاق 2015 للعالم وفي نفس الوقت مالذي تحقق للنظام الايراني، وأي منهما قد إستفاد أکثر من وراء ذلك الاتفاق وحقق أهدافه؟ من دون أدنى شك فإن النظام الايراني وکما أثبتت الاحداث والتطورات فإنه المستفيد الاکبر من وراء الاتفاق وهذا هو سبب إصراره على التمسك بهذا الاتفاق وعدم إجراء أي تغيير عليه ولاسيما بعد أن وصلت أوضاعه الى أسوأ مايکون بل إننا لو قمنا بمقارنة بين أوضاعه قبل الاتفاق النووي عام 2015(والتي کانت سيئة جدا) وبين أوضاعه الحالية في غمرة المطالبة بإجراء تغييرات على الاتفاق النووي، فإن أوضاعه الحالية أسوأ بکثير من الاوضاع الاخرى، وإن النظام الايراني يجد إن رضوخه لمطالب جديدة تمسکه من مواضع الالم في أکثر من مجال ستتشکل بداية لخطر وتهديد جدي على مصيره.
التفاوض مع النظاام الايراني وبعد أن توضحت صورته بکل جلاء على أثر القرار الصادر عن المحکمة البلجيکية التي حاکمت الدبلوماسي الارهابي أسدي وأدانته والذي إعتبرته الاوساط السياسية والقانونية بمثابة إدانة للنظام نفسه لتورطه في تلك العملية الارهابية من أعلى هرمه الحاکم، يمکن إعتباره بمثابة الدوران في حلقة مفرغة أو جدل بيزنطي لافائدة من ورائه، ذلك إن نظام يمارس إرهاب دولة بتلك الصورة الفجة ليس بالنظام الذي يمکن الرکون إليه والثقة به!