التقارير الواردة بشأن الاتفاق الذي تم إبرامه بين النظام الايراني وبين الحکومة الصينية والتي قدم فيها الاول تنازلات غير مسبوقة بحيث تمس السيادة الوطنية الايرانية، تتزامن مع ارتفاع وتائر الاحتجاجات ودرجة سخونتها ضد هذا النظام ودخوله مرحلة صارت فيها أوضاعه من مختلف النواحي على أسوأ مايکون، ويبدو إن قادة النظام الايراني وبعد أن صاروا يدرکون بأنهم ماضون بإتجاه منحدر يقودهم الى هاوية ليس لها من قرار، فإنهم يعملون بکل الطرق الشرعية وغير الشرعية من أجل ضمان بقائهم وإستمرارهم وعدم سقوطهم.
اختفاء التصريحات العنترية من جانب قادة ومسؤولي النظام وتزايد التصريحات والمواقف التي تٶکد على وخامة الاوضاع وخطورتها على مستقبل النظام والتحذير من إن الشعب الايراني من الممکن جدا أن يقوم بإنتفاضة کبرى بوجه النظام الى جانب تحذير المرشد الاعلى للنظام خامنئي بنفسه من توسع شعبية مجاهدي خلق وتزايد إنضمام الشب الى صفوفها، کل ذلك يثبت بأن أوضاع النظام ليست على مايرام البتة ولذلك فإنه يبحث عن طريق نجاة وخلاص لأنه يعلم جيدا بأن هناك حساب عسير ينتظره من جانب الشعب الايراني ولاسيما بعد ال41 عاما من حکمه الذي أذاق الشعب کل أنواع البٶس والظلم وجعله يتجرع الويلات ويعاني من مآس لاحدود لها.
المرحلة الحالية التي دخلها النظام الايراني، والتي تجسد ليس تراجعا فقط، إنما فشل وعجز النظام من مختلف النواحي والجوانب، هي مرحلة يمكن أن نطلق عليها تسمية “المأزق الذي لا خلاص منه” بل وحتى”مأزق السقوط والانهيار”، ذلك أن هناك عاملا مهما وحاسما قد دخل في المعادلة بصورة استثنائية وغير مسبوقة، يتمثل في دور وحضور وتأثير المقاومة الايرانية وذارعها الاقوى المتمثل في منظمة مجاهدي خلق على ساحة المواجهة المباشرة ضد النظام داخليا وخارجيا، والأهم من ذلك أن الشعب الذي هو عامل الحسم في معادلة الصراع بين النظام والمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، يقف إلى جانب الأخيرة كما اتضح ذلك مليا من خلال الانتفاضات الاخيرة والتي رأى العالم کله دور وتأثير المقاومة الايرانية فيها.
التصريحات والاعترافات المتكررة الصادرة من جانب قادة النظام والتي تشير معظمها إلى الأزمة الطاحنة للنظام وعدم وجود أي مخرج له منها، توحي بحقيقة كون النظام أشبه بذلك المريض الميت سريريا ولاأمل له بالنجاة وهذا ما بدأت دول العالم تتقبله وتفهمه رويدا رويدا، وهو أكثر شيء يؤلم النظام ويخيفه خصوصا أن خصمه وبديله الجاهز المقاومة الايرانية تقف في الجانب الآخر تنتظر لحظة الحسم بعد أن علمت كيف تقوم باختيار الفترة والمرحلة المناسبة لدخول المواجهة الأخيرة ضد النظام، ولذلك فإنه بادر لإبرام تلك الاتفاقية مع الصين لفترة 25 عاما حيث يقدم فيها تنازلات کبيرة وغير مسبوقة للصين من أجل ضمان بقائه وإستمراره، ولکن السٶال الذي يجب على هذا النظام أن يفکروا فيه طويلا هو؛ هل تمکنت إتفاقيات مشابهة للنظام الملکي السابق من إنقاذه من السقوط؟