“في الأمس نمنا، ولكن يوجد الشعب السوري بأكمله كان مذعورا بأطفالهم، ونسائهم، وكبارهم، وصغارهم، بمرضاهم يقلقون من ضربة حمقاء محتملة.”، کلام منطقي و مفهوم لوزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، ولاريب من إنه کان سيکون منطقيا و مفهوما أکثر لو کان صادرا عن أي وزير خارجية عربي آخر غير الجعفري، إذ معروف عن الجعفري بشکل خاص، تصديه لآثار و تداعيات و نتائج السياسة الايرانية الحمقاء في المنطقة بشکل عام و سوريا بشکل خاص، وتجنبه أو بالاحرى عدم تمکنه من التصدي للأسباب التي تدين ولأکثر من سبب ليس نظام الجمهورية الاسلامية فقط بل وشخص المرشد الاعلى لهذا النظام الذي يعتبر عراب الجعفري ومن کان مثله!
الجعفري الذي معروف بتصريحاته الفنطازية و المشرئبة بفلسفة غريبة غير مفهومة، يجب الانتباه جيدا بأنه إذا ماکانت تصريحاته لها علاقة بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإنه يتمالك رباطة جأشه و يتحدث بمنتهى المنطقية و الواقعية، ومن هنا فإنه يستطرد في تصريحاته بشأن الضربة الامريکية المحتملة للنظام السوري قائلا:” إذا وجهت الضربة لسوريا فهذه فجيعة، وخسارة بكل الاعتبارات، وخطرة على كل الدول العربية”، ونسأل الوزير الجعفري؛ أليست التدخلات السافرة للنظام الايراني في بلدان المنطقة و التي أوصلت سوريا اليوم الى هذا الوضع الخطير جدا، کما أدخلت العراق في دوامات و رمت اليمن في خضم معرکة دموية و جعلت في لبنان فتنة لايعلم إلا الله تعالى بنهايتها، أليست هذه التدخلات فجيعة و فضيحة و إدانة و صفعة لکل من يرقص على وقعها؟ ولماذا لايبادر الجعفري ولو لمرة واحدة فقط الاشارة لهذه التدخلات و المطالبة بإنهائها، أم إنه يعلم بأن نهايته و نهاية کل من يسيرون ورائه في هکذا تصريح؟
الاوضاع الحرجة و الخطيرة في سوريا هي في الحقيقة نتيجة متوقعة و منتظرة من السياسة الکارثية لنظام الجمهورية الاسلامية و التي لم يکف عنها على الرغم من إن الشعب الايراني قد صرخ بوجه الولي الفقيه نفسه في إنتفاضة عام 2009، (لاغزة و لبنان روحي فداء لإيران)، کما إنه ردد في مدينة إصفهان و المناطق التابعة لها خلال الايرام الاخيرة شعار: “اخرجوا من سوريا واهتموا بأوضاعنا”، لکن يبدو إن هذه السياسة العدوانية مقبولة لدى الجعفري ومن کان على شاکلته لأنه و ببساطة لايملك غير ذلك، ولکن فات الوقت الذي کان يعتقد فيه النظام الايراني العالم بمثابة النعامة بشأن مايفعله في سوريا و بلدان المنطقة، فهذا النظام قد صار مکشوفا و معروفا ويجب أن يعرف جيدا بأن مايجري في سوريا هو في الحقيقة خطوة أولى أما الثانية فهي بإتجاهه!