على أثر التصريحات والمواقف الغربية الصادرة بخصوص مفاوضات البرنامج النووي الايراني وتحميل النظام الايراني سبب عدم إحراز أي تقدم، وتأکيد وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة، كاترين كولونا، يوم الثلاثاء الماضي من أنه لم يتبق سوى بضعة أسابيع قبل أن تنغلق نافذة الفرصة أمام إحياء الاتفاق النووي الإيراني. وأضافت في حديث للمشرعين أن الوضع لم يعد محتملا، واتهمت طهران باستخدام أساليب المماطلة والتراجع عن المواقف المتفق عليها سابقا خلال المحادثات في الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر، بينما تمضي قدما في برنامجها النووي. فقد رد الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بصورة غاضبة على کل ذلك وسعى الى تبرير مواقف نظامه بهذا الصدد.
رئيسي الذي أکد في تصريح بثه التلفزيون الرسمي يوم الاربعاء الماضي، أن طهران لن تتراجع عن موقفها في مفاوضات الاتفاق النووي. وأضاف إن بلاده متمسكة بمسارها “الصحيح والمنطقي” في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق المبرم العام 2015. وأردف وهو يسعى لتبرير موقف نظامه ورد الکرة الى الملعب الامريکي بأن”الأميركيون يقولون إنه يتعين على إيران العودة إلى الاتفاق النووي، غير أن الجمهورية الإسلامية لم تنسحب من الاتفاق مطلقا، بل إن واشنطن هي التي انتهكت المعاهدة”، لکنه وکعادة المسٶولين في النظام الايراني وعندما يتعلق الامر بالبرنامج النووي، فإنهم لايشيرون أو يتحدثون عن نقاط الخلاف الاساسية أو عن المطالب الدولية منهم وإنما يطلقون تصريحات عمومية تکتنفها الضبابية والغموض.
النظام الايراني لم يرد لحد الان عن الاسئلة التي وجهتها الوکالة الدولية للطاقة الذرية عن بقايا اليورانيوم التي تم إکتشافها ولاعن أسئلة أخرى بنفس السياق، وهو وبدلا من الاجابة على هذه الاسئلة أو الاذعان للمطالب الدولية في المفاوضات الجارية، فإنه يعمد الى إصدار تصريحات ومواقف ليست مجدية بالمرة بل وحتى إنها تسعى بطريقة وأخرى تبرير التهرب الايراني من الاستجابة لأصل المطالب الدولية المطروحة وطرح أمور وقضايا وتبريرات يمکن وصفها بالواهية، وهي في الواقع مجرد کلام لايمت للحقيقة والواقع بصلة.
رئيسي عندما يٶکد بأن نظامه لن يتراجع عن موقفه في مفاوضات الاتفاق النووي، فإن هذا التأکيد وبموجب المعطيات وواقع الاحداث والتطورات المتعلقة بالمفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي، له معنى ومدلول واحد وهو إن النظام الايراني يصر على مواصلة نهجه السري من أجل تطوير برنامجه النووي وذلك في سبيل حيازة السلاح النووي، ورئيسي بهذا يٶکد حقيقة أن نظامه مع أو بدون الاتفاق النووي لن يتخلى عن مساعيه من أجل حيازة السلاح النووي.