ليس هناك أي جدل أو نقاش أو إختلاف بشأن إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعتبر صاحب الهيمنة والنفوذ الرئيسي والاکبر على العراق، خصوصا وإن ذلك يتم لمسه من کل الجوانب وعلى مختلف الاصعدة، ومع إن النظام الايراني وأذنابه وعملائه يسعون للإيحاء بأن الولايات المتحدة الامريکية صاحبة الهيمنة على العراق من أجل التمويه والتغطية على الدور السلبي والمشبوه لهذا النظام.
قيام ميليشيات الحشد الشعبي يوم الاربعاء الماضي بإدانة تصنيف أمريكا لأحد قياداتها”شبل الزيدي” كإرهابي، مبينة انه استهداف للحشد. وقالت هذه الميليشيات الخاضعة للنفوذ الايراني والمٶتمرة بأوامر الارهابي قاسم سليماني في بيان لها بنبرة واسلوب يطغي عليه نمط وطريقة النظام الايراني في خطابه ضد الولايات المتحدة الامريکية:” إننا ندين استهداف شبل الزيدي القيادي في المقاومة الاسلامية العراقية من قبل الحكومة الامريكية ونعتبر استهدافه استهدافا لعقيدة المشروع وفتواه وحجمه وجدواه”. هذا النمط من الکلام يهدف من أجل التمويه والتغطية على أصل القضية وأساسها وهي مشبوهية دور ونشاط القيادي الحشدوي المستهدف.
أکثر شئ لفت النظر في هذا البيان ويثير السخرية هو ماجاء فيه بشأن الحديث عن”مشروع أمريکي”مزمع لحرف الانظار عن المشروع الايراني الذي يعاني بسبب منه العراق وبلدان المنطقة ولاسيما عندما يقول في جانب منه:” هذا القرار سيعبد الطريق امام قوى الممانعة بالتوحد والتعاون والتنسيق فيما بينها لخدمة اغراض المقاومة وفي مقدمتها الوقوف بوجه الغطرسة الامريكية في المنطقة والتصدي لها ومواجهة مشروعها وصولا الى تحقيق اهداف الشعب العراقي القاضية برفض الهيمنة الأمريكية على بلادنا وكف الاذى عن المقاومة ومشروعها الوطني”، ونتساءل، لو فرضنا جدلا بأن هناك فعلا هيمنة وغطرسة أمريکية على العراق رغم إننا لانجد مايٶکدها على الارض کما هو الحال مع هيمنة وغطرسة ونفوذ النظام الايراني حيث إن مئات التصريحات المضادة للولايات المتحدة الامريکية صدر وتصدر عن مسٶولين عراقيين”ذوي الميول الايرانية” وعن الزعماء والقادة الميليشياويين ولکن لم يصدر أي رد فعل عنها من جراء ذلك، ولکن وفي حال صدور تصريح عراقي واحد يميل عکس مايريده”الهوى الايراني”، فإن القيامة تقوم عليه ليس في طهران لوحدها بل وحتى في العراق ذاته، ولعل التصريح”المسکين”لحيدر العبادي الذي قال فيه قبل أکثر من شهر بإلتزام العراق بالعقوبات الامريکية، يٶکد ذلك وکيف حصروا الرجل في زاوية ضيقة.
النظام الايراني هو من يهيمن العراق وإن مشروعه المشبوه هو من يتسبب بضرر وآثار بالغة السلبية على العراق وشعبه وليس المشروع الامريکي، بل وإن إلتزام الاحزاب والجماعات والميليشيات العراقية التابعة لطهران بالمشروع الايراني يلحق ضررا بالشعب الايراني نفسه والذي يرفض مع المقاومة الايرانية هذا المشروع جملة وتفصيلا ويطالب بالتعايش السلمي بين شعوب المنطقة، ومن دون شك فإن المستقبل للتعايش السلمي وسيفشل ويهزم مشروع النظام الايراني من دون أدنى شك.