نسمع ونقرأ ونرى على الشاشات ‘ حديث عن دور المثقف العراقي في التحولات الجارية في بلدهم ‘ وكل ما يجري حديث من هذا النوع من النقاش (كان أخرها على شاشة تلفزيون البغدادية المغدورة ) و دائماَ كلاماً وكتابتاً يبدأ النقاش بـ ( في الحقيقة والواقع …..!! ) … ولا أحد منهم له شجاعة ويقول : منذ التاريخ الحال الاجتماعي العراقي كما يرويه لنا الراحل العظيم علي الوردي في ( واعض السلاطين ..!) لم يكون لمايسمى بـ ( المثقف) أي دور سوى ( تابع) حتى وهو كان يمارس نشاطه تحت يافطة تنظيم سياسي ( مناضلاً ! ) أو ( مفكراً ) كان صدى التنظيم الذي يعمل في صفوفه ‘ وعندما يكون محمي من السلطة مارس مواقف كان أقرب ألى (المخبر السري ) سيء السيط الذي له قدرة سحرية في التخريب في ظل الديمقراطية المصنوعة من قبل محررة الشعوب ( أمريكا العظمى) …. وعندما ينتهي دوره ضمن أحد من هذين الاطارين تراه أمام إختيارين لاثالث لهما : فأما يلطم و يركض وراء هريسة أو يربي لحية وبيده سبحة ويبكي على أطلال ( معاوية) …!!!
هل نقدم لكم أمثلة ..؟ حدث بلا حرج : رئيس اتحاد الادباء الحالي كان مستشاراً في وزارة الثقافة والاعلام ايام النظام السابق تطبع له الكتب بدون مناقشة، كان مرتاحاً بصداقتة للمرحوم ( يوسف الصائغ) بل كان ضله ‘ وبعد السقوط كان أول من كتب العتاب بحق الصائغ ‘ ووصفه بأنه مثقف السلطة كان ( ثامر رئيس بالوراثة لاتحاد الادباء) ‘‘ عزيز الحاج ظهر كثوري وتسبب في استشهاد عشرات من الشباب ” اولاد الخايبة” بشعارتة الحماسية ‘ وأنتهى في حضن حزب البعث وكتب أطروحته (القضية الكردية ) في منظور حزب البعث ‘ والان هو مستشار لبعض (رجال الدين المنفتحين ..!!! ) … عندما سمعنا أن السيد عادل عبدالمهدي خريج (السوربون) عاش في فرنسا ودرس وناضل في جو ذلك البلد التى انطلقت منها الثورة التى اسقطت (الباستيل ) وفتحت الافاق امام الفرنسيين ليصلو إلى ماوصلوا اليه الان ‘ فرحنا وقل خوفنا من فرض التخلف (بأسم الدين) على العراقيين بعد سنوات من ظلم الحزب الواحد ‘ ولكن بعد فترة رأيناه في مقدمة (اللطم ) تلك الظاهرة كلما تعمقت ‘ تعمق التخلف و الرجوع الى الخلف وتشجيع الانتقام والكراهية ‘ لايغير الله مافي قوم حتى يغيرو ما بأنفسهم ‘‘ لاأحد يعتقد ولو للحظة أن في بلدنا سيكون هناك مكان للمثقف كما كان في اوروبا مكان لهم لأن المثقف هنا هو لا يريد ذلك حتى لو تخرج وتربى في اوروبا … سينهزم مثقفنا أمام أي (أمي ) فقط لأنه يلبس العمامة ( أي عمامة) من نوع ورثة معاوية او ورثة روح الانتقام ‘ بحجة شهادة الحسين (العظيم المغدور) كذباً ونفاقاً ‘ لايزال المثقف عندنا ‘ هو ذلك الشخص ‘ عرفناه في الحكاية الشعبية التى تقول :
( كان يامكان ‘ خرج احد أبناء مدينة ما في هذه المنطقة الى خارج بلده طالباً للعلم ‘ وتعلم ‘ قرر العودة الى مدينته ويساهم في تعليم ابناءه ‘ عندما وصل وجد ان اكثرية الناس أميين ومتخلفين ‘ ألا نخبة ميسورة الحال ‘ و يشرف على مايسمى بالتعليم رجل دجال ‘ كان خوجة ‘ او ملا …! ‘ لافرق ‘ يساهم في زيادة تخلف الناس عن طريق الشعوذة والخرافات ‘ فلجئ المتعلم الى متنفذين في المدينة طالباً منهم منع هذا الرجل مما ينشره بين الناس لانه تخلف ‘طبعاً ان المتنفذين عرفوا ‘ اذا منعوا هذا الرجل ‘ هذا يعني فتح المجال امام الناس ليفتحوا عيونهم ‘ فقالوا للمتعلم : أن منع هذا الرجل ليس بسهل نظراً لان الناس يؤمنون به …! فاقترحوا علية ان يدعون الناس و يجري الامتحان له وللخوجة ‘‘ أو ملا ‘‘ فجرى ذلك ‘ حضر المتعلم و الخوجة ‘‘ أو ملا ‘‘ واقترحت النخبة ان ان يكتب الاثنان كلمة امام الناس ويسألون الناس عن أيهما كتابته صحيحة وليكون الناس هم الحكم ! المتعلم وافق لانه واثق من مدى معرفتة بالكتابة ‘ فأقترح الخواجة ‘‘ أو ملا ‘‘ ان يكتبو كلمة ( حية ! ) على الارض !! كتب المتعلم الكلمة ‘ ولكن الخوجة ‘‘ أو الملا ‘‘ رسم خط ملتوى متعرج و صاح الناس الاميين : بالله عليكم أي من كتابتنا (حية ) ؟ فصاح الناس : كتابتك يامولانا !! فهزم المتعلم وترك المدينة للدجال …!!) هكذا حال المثقف الان لدينا مع تغير الحال وبقاء النتيجة ‘ فالمثقف هنا أمام أختيارات ليس لها صلة بالتقدم او تغيير المجتمع ‘ فهو :
* اما يترك البلد ‘ ويتفلسف كحال بعضهم في لندن يدعون أنفسهم بالتيار الديمقراطى وفي بلدهم يعاني الناس من التيار الكهربائي فما بالك بالتيار الديمقراطي أويجامل الجهات المتنفذة خوفاً من منع (مكافائتهم )
* او يبقى ببلد ويساهم في اللطم دون تقدم و يسبح بالحمد للعنف
* اما اقصى ما يفعله يدافع عن إبقاء ( المشروبات الروحية ) في نادى الادباء لكي يسكر وينسى دوره ….
ولله في خلقه شؤون …!!