22 ديسمبر، 2024 9:52 م

عن أي دفاع عن سيادة البلدان يتحدثون؟

عن أي دفاع عن سيادة البلدان يتحدثون؟

غريب و عجيب أمر قادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلك إنهم و بعد أن يتسببوا في إختلاق و إفتعال المشاکل و الازمات في المنطقة و بعد أن يتطاير شررها لتشکل تهديدا جديا للمنطقة و للعالم، فإن هٶلاء القادة و المسٶولين يطلقون التصريحات وکأن هذه المشاکل قد حدثت بمعزل عنهم و عن سياساتهم المختلفة في المنطقة.
المثير للسخرية إن طهران و عوضا عن الاعتراف بدورها فيما سببته و تسببه من مصائب و کوارث و مآسي للعراق و سوريا و اليمن بفعل تدخلاتها في هذه البلدان، فإنها تزعم بأنها تحارب في هذه البلدان لکي تدرء عن إيران خطر التقسيم، وهو بحق عذر أقبح من الذنب، ذلك إن الدور و النفوذ الايراني في هذه البلدان و تواجد قواته و الميليشيات المٶتمرة بأمره في هذه البلدان يعتبر السبب الرئيسي و المباشر الذي أوصل العراق و سوريا و اليمن الى حافة التهديد بالتقسيم.
خلال لقاء جمع أخيرا علي أکبر ولايتي، المستشار السياسي للمرشد الاعلى الايراني مع شيوخ عشائر عراقيين، شدد على الدعم الذي قدمته الجمهورية الاسلامية في ايران للعراق حكومة وشعبا، في إطار مكافحة داعش ومنع تجزئة العراق. وقد سبق أن أکد محسن رضائي، أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، في تصريحات سابقة له بأن”إيران تحارب خارج حدودها لدفع خطر التقسيم عنها، وهو الخطر الذي يهدد العراق وسوريا واليمن”، محذرا”من وصول نار هذه الفتنة إلى إيران إذا لم يجر إطفاؤها”، والذي يبدو واضحا هو إن ولايتي و رضائي معا ليس يسعيان للتغطية و التمويه على دور نظامهما في إشعال نار الفتنة و الازمات المستعصية في هذه المنطقة وانما أيضا يبذلان مابوسعهما لتبرير تدخل النظام الايراني بصورة أکبر من السابق خلال الفترات القادمة.
السٶال الذي يجب طرحه و البحث عن إجابة شافية و وافية له هو: هل کان العراق و سوريا و اليمن قبل التدخل الايراني تعاني من مشاکل و أزمات حادة کما هو الحال في الوقت الحاضر؟ بعيدا عن التحيز و الميل و الهوى، فإن الحقيقة تٶکد بأن الدور و النفوذ الايراني في هذه الدول قد کان وراء تفاقم الاوضاع فيها و وصولها الى منعطف تهديد وحدة أراضيها، وإن إستحضار تصريحات و مواقف سابقة للقادة و المسٶولين الايرانيين تٶکد بأن أربعة عواصم عربية صارت تحت قبضتهم أو إن حدودهم الحقيقية صارت تمتد الى البحر المتوسط و الى خليج عدن و البحر الاحمر وغيرها من التصريحات التي نشم منها ألف رائحة لنوايا و مآرب مشبوهة، من هنا فإن ولايتي الذي يعلم ماقد نجم عنه تدخل نظامه في هذه البلدان فإنه يحاول أن ينسب النتائج و الآثار المتداعية عن تدخلهم الى طرف أو أطراف أخرى، فإنما هو أشبه بمن يسعى لتبرير جريمته من جانب و لإتهام أطراف أخرى بإرتکاب الجريمة من جانب آخر.
التصريحات و المواقف التي أعلن عنها ولايتي خلال زيارته الاخيرة للبنان و العراق الى جانب تصريحات أخرى لمسؤولين إيرانيين آخرين، تهدف التغطية على أوضاعهم الصعبة من أکثر من ناحية خصوصا بعد أن تصاعد النضال الشعبي الرافض للنظام و المطالب بإسقاطه و إتساع القاعدة الشعبية لمنظمة مجاهدي خلق و تعاظم دورها داخليا، و لکي يغطون و يموهون على جرائمهم و هزائمهم بزعم إنهم يدافعون عن وحدة الشعب الايراني التي هي بالاساس غير مهددة، والانکى من ذلك لاندري عن أية سيادة لبلدان المنطقة يدافعون وهم الذين يخرقون و ينتهکون سياداتها بشکل سافر وفي وضح النهار؟