22 ديسمبر، 2024 10:48 ص

عن أي إسلام يدافع خامنئي؟

عن أي إسلام يدافع خامنئي؟

حاول المرشد الاعلى للنظام في إيران، علي خامنئي، من خلال رسالة موجهة للشباب الاوربي تناول فيها الاحداث التي شهدتها فرنسا و دول اخرى في الآونة الاخيرة، وقد حرص خامنئي أن يظهر بصورة الناصح المخلص من جهة و المدافع الامين و الحريص عن الاسلام من جهة اخرى، في وقت تتوتر فيه الاجواء أکثر من أي وقت آخر بسبب تصاعد التطرف الديني و وصوله الى اوربا نفسه.
خامنئي الذي طالب الشباب الاوربي بالتمعن و الاستقصاء من أجل معرفة الاسلام على حقيقته ومن”مصادره الاصيلة و منابعه الاولى”، کما جاء في رسالته، و مطالبا أيضا بأن تکون لهم رؤية للإسلام هي غير رؤية”الادعاءات المرائية للإرهابيين العملاء”، يبدو کما يظهر من سياق رسالته ان النهج الذي تتبعه الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن تطبيق الاحکام و النصوص الاسلامية، بعيدة کل البعد عن التطرف و الارهاب، وان النظام القائم في إيران ليست له من علاقة بما تشهده الساحتان الاقليمية و الدولية من نشاطات للجماعات و الاحزاب و الميليشيات المتطرفة و الارهابية.

إعطاء صورة مشرقة للإسلام و تعاليمه من جانب من يطرح نفسه کمرشد أعلى للنظام الاسلامي القائم في إيران و کولي أمر للمسلمين في العالم، ليس مجرد کلام يلقى على عواهنه، ولاسيما في هذا العصر، عصر الثورة المعلوماتية و عدم إمکان إخفاء الامور کما کان الحال في الماضي، حيث ان العالم من حقه تماما أن يتحقق بشأن مزاعم خامنئي في رسالته”الارشادية” الناصحة و الموجهة للشباب الاوربي، ولاسيما من حيث مايجري في إيران حيث يحاول الاعلام الايراني الموجه الإيحاء ان الاوضاع و الامور في إيران نموذجية وان کل شئ على مايرام.

61، إدانة دولية موجهة لإيران بسبب إنتهاکات حقوق الانسان، على خلفية تصاعد حملات الاعدام بحيث أصبحت إيران ثاني دولة في العالم من حيث تطبيقها لأحکام الاعدام و کذلك ممارسات أخرى من قبيل قطع الآذان و الانف و فقء الاعين و بتر الاصابع و الجلد و الرجم و رش الاسيد على النساء و طعن الفتيات بالسکاکين، بالاضافة الى تصاعد البطالة و التضخم و إزدياد نسبة الادمان على المواد المخدرة بشکل استثنائي و التفكك الاسري و کون أکثرية الشعب الايراني بات يعيش تحت خط الفقر، هذه هي صورة تقريبية عامة للمشهد في داخل إيران، والتي قطعا سيتمعن فيها الشباب الاوربي و يقارنونها بواقع حالهم کي يحکموا بعدها على توجههم او عدم توجههم للإسلام.

أما دور الجمهورية الاسلامية الايرانية على صعيد المنطقة و العالم، فإن الذي لاشك فيه سوف لن يجد الشباب الاوربي صعوبة في معرفة حجم دور و نفوذ

خامنئي في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، کما لن يجدوا صعوبة في معرفة أن الانقسامات الطائفية و المواجهات الدموية و سيطرة الاحزاب و الميليشيات على مقاليد الامور في سوريا و العراق و لبنان و اليمن، هي کلها من برکات هذا الاسلام الاعتدالي المزعوم لخامنئي، وان أنهار الدم التي تسيل في هذه الدول و غيرها بسبب من نار التطرف الديني و الانقسامات الطائفية، تتم أيضا في ضوء تدخلات الجمهورية الاسلامية الايرانية في دول المنطقة و غيرها.

الاقربون أولى بالمعروف، قاعدة فقهية معروفة، إذ الاولى بخامنئي أن يهتم بأمور و شؤون الشباب الايراني الذي يعيش حالة من الفقر و الحرمان و الضياع و الادمان و الاجواء المأساوية الکارثية و يسعى لتحسين أحوالهم و أمورهم عوضا عن أن يقوم بإسداء النصح لشباب تحکمهم أنظمة و قوانين تکفل لهم حياة أفضل من تلك التي في داخل إيران 1000 مرة!

*[email protected]