مايجري في العراق اليوم من أحداث وتطورات تٶکد وتثبت حقيقة واحدة لاغبار عليها وهي إن الشعب العراقي في وادي والاحزاب والفصائل السياسية في وادي آخر، وفي الوقت الذي يخرج فيه سکان المحافظات الجنوبية والوسطى وبغداد والتي ذات غالبية شيعية وهم يعانون من شظف العيش ومن أوضاع مزرية، فإن الاحزاب والشخصيات السياسية الحاکمة والمنتفعة تعيش في بحبوحة وإن هناك عدد کبير لايستهان به من الذين تعيش عوائلهم خارج العراق بالمال الحرام، هذه الشخصيات تطلق تصريحات بائسة مثيرة للإشمئزاز خصوصا عندما تسعى للإيحاء بأنها تمثل الشعب العراقي وتعبر عنه!
الذين يدعون بأنهم يمثلون الشعب العراقي ويعبرون عن إرادته الحرة الابية، يجب أن يعلموا جيدا بأنهم لابد أن يکونوا قد أوفوا بتعهداتهم ووعودهم التي قطعوها على أنفسهم أمامه، وليس أن يجلسوا على کراسي المسٶولية ويصدرون الاوامر وينشغلون بالسلب والنهب وعمليات الفساد، هکذا نماذج لايمکن أبدا أن تعتبر ممثلة للشعب حتى وإن تم إنتخابها عن طريق صناديق الاقتراع، فکثيرا مانجد في الدول الديمقراطية الحقيقية کيف إن مسٶولون يجبرون ليس على تقديم إستقالاتهم من مناصبهم فقط وانما حتى محاسبتهم لتقصيرهم وعدم إيفائهم بعهودهم.
عندما يصرح عبدالله الزيدي، القيادي في تيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم، يوم السبت الماضي، وهو يعلن رفض تياره تشکيل حکومة طوارئ ويعتبره إنقلاب على الدستور، ويشددعلى أن”حكومات الطوارئ وحكومات الانقلابات والإنقاذ الوطني كانت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وذهبت في حينها وانتهت” مشيرا الى إننا”اليوم نعيش زمن الديموقراطية وصناديق الاقتراع وإرادة الشعب”، فإن هذا الکلام کله يمثل منتهى السخرية والضحك على الذقون، ذلك إنه عندما يٶکد بأننا”اليوم نعيش زمن الديموقراطية وصناديق الاقتراع وإرادة الشعب”، فأية ديمقراطية هذه التي لاتنتج سوى الفاسدين والفاشلين والوجوه المکررة التي لاتوجد فيها قطرة دم للخجل، وأية إرادة شعب يعبر عنها هٶلاء الذين يسرقون الشعب العراقي علنا منذ عام 2003؟
هل إن المٶتمرون بأوامر من خلف الحدود ويمارسون العمالة في وضح النهار تحت يافطة”الدين”و”الطائفة”و”التکليف الشرعي”، هم حقا يعبرون عن إرادة الشعب العراقي؟ مالذي فعله هٶلاء للشعب؟ مالذي قدموه غير البٶس والنکد والفقر والمصائب والويلات؟ أليس أفضل ماقدمون بأن جعلوا العراق مجرد تابع صغير لنظام مکروه من جانب شعبه والعالم کله، نظام يمارس الارهاب والقرصنة على المکشوف، فقبل فترة تم إعتقال السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا بتهمة قيادة عملية إرهابية ضد التجمع العام للمقاومة الايرانية، وقبل أيام هاجم عملاء إيران ناقلتي نفط في البحر الاحمر وتباهى وتفاخر الارهابي قاسم سليماني بذلك، بل وقد وصل الامر بأن تهدد صحيفة”کيهان”المقربة والمحسوبة على خامنئي من خلال مانشيت عريض”الصواريخ قادمة. أخلوا دبي وأبو ظبي والرياض”، ونسأل هل التبعية لهکذا نظام يحترف الارهاب والقرصنة يعبر عن إرادة الشعب العراقي؟