23 ديسمبر، 2024 7:44 ص

عن أصدقاءنا الامريكين و والمخبر السري وأشياء أخرى

عن أصدقاءنا الامريكين و والمخبر السري وأشياء أخرى

عن أصدقاءنا الامريكين و والمخبر السري وأشياء أخرى
( 1 )

أستغرب وأكيد يستغرب معي كثير من العراقيين ، أنه كلما تشتد الأخطار المحيطة بالعراق وشعبه ، نرى ونسمع من بعض ( وبالأخص بعض السياسيين ) يطلقون تصريحات هي دعوة مباشرة للأصدقاء الأمريكيين ! بأن يأتوا ويساعدوننا للتخلص من الأخطار المحدقة بنا باعتبار أنها حررتنا من الظلم والديكتاتور !! وكل العالم يعرف أنها هاجمت العراق واحتلته ولم تحرره ، بل أهلكت العراق بحيث أنهم وفي اليوم الذي خرجوا فيه من العراق لم يتركوا خلفهم أي علامة جديرة لهم أن يعتزوا بها ؛ وإذا بقي لهم أثر في العراق فإنه ينحصر في إطار كل ما هو ملعون…!

بل هذه الحقيقة (ولو بصيغة أخرى) يقولها حتى من دخل معهم العراق لأي سبب أو بأي طريقة كانت …! لأن هذا المحتل خذل الأصدقاء والحلفاء قبل الأعداء وهو بدأ منذ 9 نيسان 2003 يتصرف بشراسة وبأسلوب غبي ، حيث أن هذا المحتل الذي رفع شعار (تحرير العراق) هو المسؤول المباشر في خلق ظواهر غريبة وخطط لفرضها على شعب عريق عميق الجذور في الأرض ؛ والقول الحق أن أمريكا انتهجت استراتيجية طائفية بالعراق ، وهي منذ أن بدأت العدوان للاحتلال رفعت شعار (فرق تسد) وشطبت اسم الشعب العراقي الموحد وتركزت في الاعلام : أنها جاءت لتحرير الشيعة والسنة والأكراد ، فكانت هدية الاحتلال المسمومة إلى العراقيين وحركت للفتنة بالتشجيع على المحاصصة الطائفية والعرقية وهي أيضاً عملت وبشكل منظم لإحداث أزمات داخل كل طائفة وتصرفاتها متعمدة ومنظمة لتخريب كل معالم التاريخ وادعاء العمل لبناء العراق الجديد…… ولم يكن ظهور العراق كدولة أكثر فساداً إلا إفرازات التصرفات الغبية للمحتل ، بل أول من انكشف أنهم من اللصوص وبامتياز هم الامريكين المكلفين بما سميت مشاريع إعادة الإعمار ، ورغم كل هذه الحقائق أجاب اوباما السلطة العراقية في أزمتها الحالية : أنهم لا يستطيعون مساعدتهم ما دام خلقت أزمة طائفية بتصرفاتهم ! قلنا قبل فترة أن المسؤولين في الإدارة الأمريكية ليس لديهم أخلاق يلتزموا من خلالها بعهود وهدفهم الرئيس في احتلال العراق كان إيصاله للحال الذي في الآن لأنهم عرفوا لمن وبيد أي نوع من السلطة تركوا العراق وشعبه ، حتى أن المشروع الذي قدمه بايدن وصديقه لتقسيم العراق سحبوه ووضعوه على رف النسيان لأنهم عرفوا أن العراق يسير نحو انقسام بصورة ألعن من مشروعهم !

( 2 )

قبل سنة ونصف طلع الجماهير من أكثر من ستة محافظات عراقية وقبله في العاصمة بغداد أيضاً مطالبين السلطة بالإنصاف في التعامل معهم ، وكان أبرز مطلب من تلك الجماهير إلغاء ما سميت ب ( المخبر السري ) الظاهرة البشعة التي أدت اعتماد الدولة عليهم إلى تفكيك الثقة بين الناس والسلطة وبين الناس أنفسهم في علاقاتهم الاجتماعية ، وأدت إلى دفع العشرات من الأبرياء إلى غياهب السجون بدعاوي كيدية ، ولكن السلطة اختارت الضحية بالناس حفاظاً على أقبح ظاهرة ( المخبر السري ) وهي أحد الظواهر من إبداعات الاحتلال … وكان من آخر إبداعات المخبر السري كما نشر في المصادر الاعلامية هي إلقاء قبض على ( خياط أعلام منظمة داعش الإرهابي ) وبعد يومين فقط من إلقاء القبض على هذا المجرم زحف الارهابي داعش ودخل محافظتين عراقيتين ونشر مع إلقاء القبض على خياط تقرير مخابراتي غربي يؤكد أن هذه المنظمة الإرهابية أكثر المنظمات ثراء في العالم ، هل من المعقول أن تعتمد هكذا منظمة على خياط خايب لخياطة أعلامها ؟ ..

( 3 )

أعلنت إحدى الدوائر الأمنية في العراق الجديد عن شراء عشرة كلاب مدربة بقيمة 200 مليون دينار ، معتبرة الكلاب البوليسية “أفضل” من أجهزة الكشف عن المتفجرات المستخدمة في نقاط التفتيش والمنافذ الحدودية . وقال أحد مسؤولي تلك الدائرة أن “الكلاب العشرة ما زالت قيد التدريب تمهيداً لاستخدامها في نقاط التفتيش وخلال تنفيذ عمليات البحث عن المتفجرات والمخدرات في الأماكن المفتوحة والمغلقة”، مضيفاً أن “قوات الشرطة تتجه إلى الاعتماد بشكل أكبر على الكلاب البوليسية ، لأنها أكثر دقة من الأجهزة اليدوية للكشف عن المتفجرات”

* فهل بعد كل هذا تستغربون مما يحصل في العراق ؟