23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

عنما يكون الشعب مجرما.. والفاسد قاضيا!!!

عنما يكون الشعب مجرما.. والفاسد قاضيا!!!

عجيب الأمور في العراق.. كل شيء يسير عكس الاتجاه.. حيث اختلط الحابل والنابل.. حملة شعواء جندت لها الاف الصفحات والاف الأقلام المأجورة الصفراء.. وخصصت لها ملايين من الدولارات.. كل الهدف منها اسقاط وتشويه المظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالإصلاحات.. ورفض المحاصصة المقيتة التي دمرت العراق واسقطته في أحضان الإرهاب والفساد ….عجيب…. مئات الاف من العراقيين الاصلاء من الفقراء.. وسكان بيوت التنك.. وأصحاب الجنابر.. ممن وقفوا بوجه الطاغوت البعثي واعطوا عشرات الشهداء .. وكانوا يحلمون بحياة كريمة يسودها الامن والأمان والاستقرار.. كل هذه الالاف تسقط وتتهم بجرة قلم.. سبحان الله.. هكذا هو.. موقف من كنا نعتقد انهم بديلا إنسانيا وحضاريا لنظام ديكتاتوري ارعن ملأ العراق بالدم والدمار …..كل جريمة هذه الاف انهم قالوا كلمتهم ضد نظام برلماني فاسد سرق العراق وحطم ارتكازاته سياسيا واجتماعيا.. وبحكومات لا تنظر الا لمصالحها الخاصة.. فتم سرقة المليارات من الدولارات.. ونشروا الفساد ودمروا البنية التحتية للعراق.. ووصل العراق الى حافة الجوع والافلاس كانت المطالب واضحة وعلنية.. تفاعلت معا كل القوى الحاكمة.. بل وقدمت مشاريع للإصلاح.. وتناغمت مع الشارع .. ولكنهم كانوا كاذبون مسوفون.. …حيث اتضح انهم نعم مع الاصلاح ولكن ان يكون بعيدا عن مصالحنا  الحزبية والشخصية ومصادر اموالنا …..وعندما اقتحم المتظاهرون الخضراء.. ودخل الشعب الى بيته.. قامت القيامة سياسيا.. لأنهم فضحوا.. كشفت عوراتهم.. وبانت مشاريعهم … الوهمية الكاذبة.. فدخلت الأمور بالهيبة والاعتداء على مؤسسات الحكومة.. ووجهت السكاكين والسيوف لمئات الالاف ليتهموا بشتى التهم التي ما انزل الله بها من سلطان …و لا ادري ما هي القدسية التي تتمع بها المنطقة الخضراء.. ومن أعطاها هذه القدسية.. أعطوني دليلا على ان المنطقة الخضراء مقدسة …..ثم ان الجماهير دخلت الى البرلمان اس الفساد.. وراعيه.. ومنه وبه تعقد الصفقات وينحر العراق.. وقد اطبق كل العراقيين ان البرلمان هو اكبر مؤسسة فاسدة.. فمن أتت قدسيته.. الم يتعاملوا من يسكنون البرلمان بالأحذية والسباب والشتم.. الم يضم بين جنبيه حسب ادعاءاتهم البعثيين .. والارهابين.. والفاسدين. الذي ملئت المحاكم بملفاتهم.. اين قدسيته …؟؟اليس قدسية البرلمان من قدسية الشعب.. ولو لا الشعب لما وجد برلمان؟؟!!والجماهير التي دخلت اليه .. عراقية اصيلة مئة بالمئة.. ولا اعتقد ان انتمائها لجهة دينية مجاهدة جريمة.. ولا اعتقد ان أصحاب العقول يختلفون على عراقية هؤلاء ووطنيتم واخلاصهم لبلدهم……ثم ان الجماهير لم تدخل خلسة وبليلة ظلماء.. بل كانت منذ أشهر هي تعتصم بأبواب الخضراء.. وبينها وبين مجلس النواب.. صباJ فقط. وصدق البرلمانيين. وكانت الأحزاب تلزم الصمت وتعلم بهذا.. فلماذا رفعت عقيرتها عندما.. كذبوا  البرلمانيون …فعبرت الجماهير هذه الصبات …؟؟ثم ان المتظاهرون لم يدخلوا مؤسسة عسكرية ليتعبر ذلك انتهاك … ولم يدخلوا وزراة لها مساس بالمصالح العامة للشعب.. ليتعبر ذلك انتهاك.. بل مؤسسة تشريعية أسسها الشعب.. ومنه انبثقت!!!!فلماذا هذه الهجمة على المتظاهرين.. ولماذا قادتها الأحزاب ودفعت الملايين من اجل تشويه هذه الانتفاضة….؟؟؟؟أولا …. لان كل الأحزاب انكشفت امام الرأي العام  بأنها ليس مع الاصلاح  الذي يهدد مصالحا الشخصية فهي تعقد ان الإصلاح يحطم مرتكزاتها المالية .. ويسحب بساط الأبهة والترف الذي تعيشه من تحت اقدامها …ثانيا …تتمتع الأحزاب بامتيازات كبيرة من العقارات والقصور والبيوت الفارهة.. وهذا الإصلاح يهدد ذلك كله ……ثالثا… العداء المطلق لمن له صوت الإصلاح الأعلى.. فأسقاطه هدف لهذه الأحزاب كي لا يسجل باسم من نادى بالإصلاح وقاده ميدانيا وهو السيد مقتدى الصدر وتياره …..وأخيرا ليس من المنطق والأخلاق والقيم ان ينبري فاسدا.. يدعي بالشرف كي يدعوا الى محاربة جماهير عراقي رافضة.. مهما كان عددها والى من تنتمي وكم وزنها.. جماهير نزل الفساد فكسر عظامها.. واوجعها.. ودمر بلدها واوصلها الى حافة الجوع والاستجداء.. واوصل بلد الخيرات الى الاقلاس …..وأخيرا اين كانت قدسية البرلمان.. عندما يمنح من فجره وقتل نوابه بعمل إرهابي جبان..  جواز سفر دبلوماسي …. وتسقط عنه التهم.. ويسمح له بالسفر…..عجيب امرك العراق …..!!!!!!