23 ديسمبر، 2024 12:42 ص

ليس قصدي من هذه الكلمة هو احباط الامال فألامل حق مشروع للعراقيين المغلوبين الان على امرهم و “ما اضيق العيش لولا فسحة الامل”. أنا ايضأ ككل العراقيين اقول “انشاء الله” لكنني سأحاول في هذا المقام ان ارى الامور ايضا من زوايا اخرى.

حتى ولو خسر المالكي امكانية تشكيل الحكومة القادمة فكيف سيتم التغيير؟ هو باق ولديه اذرع طويلة ولديه اوراق كثيرة سيستعملها. الذين يتنافسون في الانتخابات هي نفس الوجوه وهي نفس الكتل وهي نفس المصالح وهي نفس الدسائس وهي نفس اللصوص و القائمة تطول. كيف سيتم التغيير ولم يطرح اي برنامج سياسي واقعي ورصين من قبل اي حزب او كتلة من بين هذا العدد المهول من الاحزاب والكتل؟ و كيف سيتم التغيير ولم يسمح للكفاءات والشخصيات الوطنية والنزيهة بالمشاركة في عمليات النتخابات هذة؟

كيف سيتم التغيير وجميع وزارات الدولة ومؤسساتها قد ضخت بمئات الالوف من الفاشلين والفاسدين والمزورين وعلى اساس طائفي وعرقي؟ كيف تنفذ سياسات الدولة من قبل كادر غير كفوء و فاسد و مترهل. كيف سيتم التغيير ومؤسسات الدولة الامنية وقوات الجيش وغيرها مسيطرا عليها بشكل شبه كامل من قبل مليشيات طائفية؟

كيف سيتم التغيير بعد كل هذا التشكيل البنيوي لهيكل الدولة السياسي الذي بني على اساس محاصصات طائفية واثنية فاصبحت ثقافة سياسية متجذرة و مقبولة تحت مقولة “التوزيع العادل لمناصب الدولة بين اطياف الشعب العراقي ومكوناته المختلفة”. العملية السياسية الذي اسسها الاحتلال والتي تناغمت مع مصالح السياسيين الذين اتو معه, هي نفسها  شكلا ومضمونا, لا ولن تسمح بالتغيير.

كيف سيتم التغيير مع وجود هذا الجمع الغفير من السياسيين الذين يفتقرون الى اي منظور سياسي لكيفية ادارة الدولة وتطوير الاقتصاد الوطني والتنمية الزراعية والصناعية والصحة والتربية والتعليم  و الخدمات الخ. وهم لايرومون الا الحصول على اكبر المناصب والمكاسب. وكيف سيتم التغيير وهؤلاء السياسيون يستمدون مشروعيتهم حصرا من خلفياتهم الطائفية والاثنية.

كيف سيتم التغيير ونصف البلد غارق في حرب دموية وتهجير واعتقالات عشوائية وتنكيل لايشعر بها ولايتعاطف معها النصف الاخر. وهل من الممكن تحقيق تغييرا في بلد تديره مليشيات و مافيات تسيطر على شؤؤن الاقتصاد ومفاصل الدولة وهي تابعة, اكرر تابعة, للكثير من الذين شاركوا بألانتخابات الاخيرة.

وبدون ان استرسل اكثر لان العوامل الداخلية والاقليمية كثيرة, اذكر بامر مهم جدا وهو ان الطبقة السياسية العراقية الحالية وبالرغم من تناحرها والعداء الظاهر فيما بينها على السطح فان لهذه الطبقة مصالح متقاطعة ومصالح مشتركة كأي “نخبة” اخرى وفي غاية التعقيد. اذا ماذا استجد, ومالجديد, لكي نامل بالتغيير؟ نعم التغيير ممكن لكنه لايتحقق بالتمني وهذا موضوع اخر.

ماسمعته اليوم في وسائل الاعلام ما هو الا أوهام التغيير وثقافة بيع الاوهام والعنزة تبقى عنزة ولو طارت.