23 ديسمبر، 2024 10:52 ص

عنزة المالکي

عنزة المالکي

رفض رئيس الوزراء نوري المالکي الاعتراف بتواجد الرهائن السبعة المختطفين من سکان أشرف عقب هجوم الاول من أيلول/سبتمبر، وإنکاره للقضية جملة و تفصيلا، يشبه تماما حکاية ذلك الشخص الذي کان يعاند شخصا آخرا بشأن سواد شاهداه من بعيد فأصر هو على أن السواد عنزة فيما أکد صاحبه أنه غراب و عندما إقتربا و طار الغراب، فقال المعاند: حتى لو طارت فهي عنزة!
المالکي الذي تدينه و تفضحه کل الادلة و البراهين المختلفة على تواجد الرهائن السبعة المختطفين بقبضة قواته وان لحکومته ضلع رئيسي في الهجوم الذي قد تم شنه على معسکر أشرف في الاول من أيلول/سبتمبر الماضي، يتصرف تماما بمنطق(صاحب العنزة)، من دون أن يأبه او يکترث لأي شئ، بل ويتصرف وکأنه في القرن التاسع عشر فيتناسى او يتجاهل بأنه في الالفية الثالثة بعد الميلاد حيث أن المعلومة التي تصل الى وسائل الاعلام فإنها ستصبح على کل لسان ولاسبيل لإنکارها بعد ذلك مطلقا.
المالکي الذي يجد نفسه بين کل فترة و اخرى أمام موقف و تصريح دولي “صادم” له بشأن الرهائن السبعة و الدور الذي لعبه في المساعدة على إختطافهم، يعتقد بأن إستمراره في الانکار سيقوده الى نتيجة إيجابية بإمکانها إنقاذه من الورطة التي اوقعوها فيها أصحاب العمائم في طهران، لکنه يتجاهل بأن هذا الانکار لايقود سوى الى نتيجة واحدة وهي فقدانه للمصداقية”المهزوزة” اساسا له، إذ أن عصر الانترنيت و الستلايت و الثورة المعلوماتية انما هو عصر التعامل بالارقام و الوقائع و ليس الضحك على الذقون او وضع الرؤوس تحت الرمال کما تفعل النعامة.
المالکي وسجله الطويل جدا في ممارسة الکذب و الخداع و اللف و الدوران، تدينه الکثير و الکثير من الامور على أکثر من صعيد ولاسيما على صعيد العراق و الوعود التي أطلقها جزافا للشعب العراقي و التي لم يتحقق منها شيئا سوى(کلمات ليس للعراقيين سوى ألفاظها، ذلك أن معانيها ليست تعرف)، مع الاعتذار الشديد للشاعر الراحل الرصافي، وليس من باب الصدفة ان لاتثق مختلف الاوساط الدولية في تعامل و تعاطيه مع أهم الملفات الساخنة في العراق وليس هذا فحسب وانما يطالبونه أيضا بتغيير تعامله و تعاطيه، ومن هنا، فإن ماقد فعله و يفعله المالکي مع المعارضين الايرانيين ليس بشئ جديد وانما هو إستمرار لطبع خاص تطبع به من جراء علاقته الطويلة مع”أسياده”في طهران، غير أن هناك ملاحظة مهمة جدا على المالکي أن يأخذها بعين الاعتبار وهي: لو ظل المالکي متشبثا بنظرية العنزة الطائرة، فسوف يطير و بأسرع مايمکن من منصبه!
[email protected]