حينما دخلت قوات الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 تلقى النظامين الايراني والسوري صدمة كبيرة وهما العارفين بالاجهزة الامنية بكل مسمياتها في العراق والاحتياطات والتدابير التى اتخذها النظام للحفاظ على بقائه ولكن حينما وقعت الواقعة تلاشى كل ذلك في وقت قياسي امام الغزاة والسبب الرئيسي في ذلك هو عزلة النظام والانفصام بينه وبين الشعب والزحف السريع للجوع وحاجة القسم الاكبر من الشعب الذي لم يعد قادرعلى توفيرابسط مستلزمات الحياة حتى وصل الامر ان من يحصل على 100 دولار من اقربائه المقيمين في الخارج يستطيع ان يعيش بها لمدة شهر ( كما هو الحال الان في ايران وسوريا ) فقبل الحرب الداخلية السورية كانت 100 دولار تساوي حوالي 5000 ليرة تقريبا اما الان اصبحت 100 دولار تساوي اكثر من 21000 ليرة سورية كما جرى للتومان الايراني الذي كان قبل سنوات قليلة مضت 100 دولار تساوي 90 تومان اما الان فيتراوح بين 330 فما فوق وقد وصل في بعض الاحيان الى 500 تومان اما بالنسبة للموارد المالية للافراد سواءا على مستوى منتسبي الدولة او اصحاب المهن الحرة فلم تطرأ عليها زيادة كبيرة وهي في احسن الاحوال لم تتجاوز ضعف الايراد السابق وهي نتيجة طبيعية للتضخم نعود الى البداية نقول حينما دخلت قوات الغزو العراق وحدث ما حدث ارادت ايران وسوريا الحليفتان من حقبة ثمانينيات القرن الماضي ان توقف تمدد الامريكان الى دولهم وساروا وفق ستراتيجية الولايات المتحدة في استقطاب كل من لايتوافق مع مصالحها سواءا الوطنيين المقاومين للاحتلال او التنظيمات الارهابية وجعل العراق ساحة قتال وفي تصورهم ابعاد الخطر عن بلدانهم وهكذا سهلت سوريا وايران عبور العناصر المعادية لامريكيا والارهابية لدخول العراق وكانت الاجهزة الامنية لتلك الدولتين تقوم بمهامها في هذا الاتجاه على افضل وجه والغاية حصر قوات الغزو في المستنقع العراقي وحينما اصاب الاحباط الامريكان اضطروا لتوقيع الاتفاقية الامنية للحفاظ على ماء الوجه امام العالم وايقاف التدهور الاقتصادي الذي حصل للولايات المتحدة كما عملت ايران على تأجيج الطائفية المقيته كما فعل الامريكان حينما شرعوا فور دخولهم العراق بتأسيس فرق الموت لقتل الشيعة والسنة من اجل خلق حالت الاحتراب الوطني وقد نجحوا الى حد ما غير ان الاصوات الوطنية الشريفة والمرجعيات الرشيدة وعلماء الدين الاخيار وقفت لصد هذا التدهور وفعلا حصل تحسن ملموس غير انه لازالت النار تحت الرماد لم تنطفى وقد ادلى الرئيس اوباما بتاريخ 17-3-2015 بعد مرور 12 سنة على الغزو بتصريح قال ( ان صعود داعش كان نتيجة غير مقصودة للغزو الامريكي للعراق عام 2003 موضحا ان هناك شيئين رئيسيين احدهما هو تنظيم داعش ثمرة مباشرة لتنظيم القاعدة في العراق الذي انبثق عن غزونا وهو مثال للعواقب غير المقصودة ) ولكنه غض النظر عن التنظيمات المسلحة الاخرى والتي تحمل السلاح خارج نطاق الشرعية كما غض النظر عن الدمار الهائل الذي لحق بالعراق وكان من المفترض به ان يقدم اعتذار رسمي الى الشعب العراقي ويتعهد باصلاح ما خلفته الحرب من دمار ومأسي فاقت كل الحدود ,,, وعادت اللعبة من جديد دخلت داعش بدعم من جهات عديدة ومنها الحكومة العراقية السابقة لحسابات سياسية خبيثة من اجل الاستئثار بالسلطة والمال ان مايدور الان في عراقنا الجريح هو مؤامرة كبرى تشترك فيها كل دول الجوار بدون استثناء ودول اخرى وكل يهدف الى غاية في نفسه وبدت التصريحات من هنا وهناك هذا يبكي على السنة وذاك يدافع عن الشيعة بل وصل الامر ان تكون بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية هكذا بلا خجل او وجل والاخر يريد منا ان ننسلخ من عروبتنا وانتمائنا ونتوحد مع دولته وتناسى ان النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ( ان العراق جمجة العرب ) وان القراّن انزل في لغة العرب ولم يعرف هذا السليط اللسان ان الله عزوجل قال في كتابه الحكيم ( كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) ويسمي قومنا ( العربان ) عليك يازده ان تتعلم الادب وما فرقك انت عن من يسيئون الى الاسلام وهل اصبح الاسلام الصحيح عندك وفي بلادك فقط لقد فسح من يسمون انفسهم وطنيين ومخلصين وتقاة واصحاب الاحزاب الدينية لهذا وذاك ان يذلوا العراق والعراقيين وللاسف الشديد ان الحكومة التي من المفترض ان ترد بقوة على مثل هذه التصريحات تلتزم الصمت وحينما ترد على من يتدخل في شؤون العراق ترد بانتقائيه او بتواضع خجل ياسادة يا مسؤولين اعملوا على اطفاء اي شرارة تحت الرماد من اجل العراق من اجلكم من اجل ابائكم وامهاتكم واولادكم واحفادكم من اجل مستقبل هذا البلد من اجل ان لا يكتب عنكم التاريخ خنتم الامانة وفرطتم في وطن اسمه اكبر من الشمس وشعبه من اعز شعوب الارض واكرمها ارجعوا الى ضمائركم وقفوا وقفة شرف واعيدوا النظر في مواقفكم وافكاركم فليس اغلى من الشرف غير الوطن وليس اغلى من الولد غير الشعب ارفعوا ايديكم الى السماء واطلبوا من الله ان يغفرلكم ما فعلتم وما اصاب العراق منكم وتذكروا جيدا ان اكبر غابة في العالم من الممكن ان تحترق من شرارة صغيرة وحينها لا ينفع لاجاه ولا مال وتبا لكل من تأمر على العراق وتبا لكل من تلطخت يده بدم عراقي والخزي والعار لكل من جعل من نفسه اداة لتنفيذ ارادة الاجنبي في العراق والمجد والخلود لكل وطني غيور على بلاده وشعبه اما انت يا ايران ويا سورية فعملكم في تصدير ازماتكم لايحل مشاكلكم الداخلية بل سيزيد الامور تعقيدا وان حبل الموت سوف يلتف على رقابكم يوما بعد يوم وستسقطون مثلما سقط النظام البائد في العراق اطعموا شعوبكم الخبز بدل الرصاص ووفروا الامن والسلام لشعوبكم والشعوب المحيطة بكم واسحبوا ايديكم من النار التي وضعتموها فيها والايام تجري مسرعة نحو الانفجار الكبير الذي سيحصل في بلادكم وحينها لاتبقي ولا تذر فهل ستسرعون الخطى لانقاذ انفسكم ام انتم مصرين على نهجكم كما كان صدام مصر على نهجه ( وعند جهينه الخبر اليقين )