-1-
أحببنا في ظلّ الأجواء المأزومة الراهنة، أن ننقل اليك ما فيه تنفيس للاحتقان ، وإذكاء لجذوة الأمل في انفراج قريب ، يُخرج العراق من عنق الزجاجة ، ويعيده الى سابق عهده أمناً واستقراراً وعافية …
إنّ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ، متى ماتَمَّ على أساس الكفاءة والمهنية والنزاهة والقبول العام في الفضاء الوطني ، كفيل بعون الله تعالى ، باحداث هذه النقلة، التي ننتظرها بفارغ الصبر ، وعندها سنخرج من النفق المظلم …
-2-
لقد جمعت الرحلة الى مصر بين محمد جرير الطبري، ومحمد بن اسحاق بن خزيمة ت 311هجرية، ومحمد بن نصر المروزي ت294 هجرية ومحمد بن هارون الروياني ت 307 هجرية، وعن هولاء قال الخطيب البغدادي :
(( فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتُهم ،
وأضرّ بهم الجوع ،
فاجتمعوا في منزل كانوا يأوون اليه ، فأتفق رأيهم أنْ يستهموا ويضربوا القُرعة ، فمن خرجت عليه سأل لأصحابه الطعام ، فخرجت القرعة على محمد بن اسحاق بن خزيمة ))
انظر الى ما وصلت اليه حالتُهم من الفاقة والحرمان، بحيث أنهم اضطروا لارسال أحدهم ليقوم بعملية التسول ومسألة الناس ..!!
إنّ تحوّل (العالِم) الى (مُتَسوِل) عمليةٌ ذاتُ دلالات خطيرة في الكشف عن عمق ما يعانيه من بؤس وحاجة وإملاق …
انّها عملية تُصادر مضمونه ، وتسلبه مزاياه ومكانته ،وتلحقه بالأميّ البائس الذي لايعرف الاّ مَدَّ اليد للناس …!!!
وحين أشارت القرعة الى انّ (محمد بن اسحاق) هو مَنْ أوكلت اليه المهمة ، قال لأصحابه :
أمهلوني حتى أتوضأ وأصلي صلاة الخيرة .
واندفع في الصلاة ، فاذا هم بالشموع ،وخادم من قِبلِ والي مصر يدّق الباب ، ففتحوا ، فنزل عن دابته ، وقال :
أيكم محمد بن نصر ؟
فقيل : هو ذا ، فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً فدفعها اليه
ثم قال :
أيكم محمد بن جرير ؟
فقالوا : هو ذا ، فأخرج صرّة فيها خمسون ديناراً فدفعها اليه ، ثم قال :
أيكم محمد بن هارون ؟
فقالوا : هو ذا ، فأخرج صرّة فيها خمسون ديناراً فدفعها اليه
ثم قال :
أيكم محمد بن اسحاق بن خزيمة ؟
فقالوا : هو ذا يصلي ، فلما فرغ، دفع اليه الصرّة وفيها خمسون ديناراً ، ثم قال :
انّ الامير كان قائلا بالأمس ، فرأى في المنام خيالاً ، قال :
إنّ المحامد طووا كشحهم جياعاً ، فأنفذ اليكم هذه الصِرار ، وأقسم عليكم، اذا نفدت فابعثوا اليه أحدكم …
وهكذا جاء الفرج …
لقد كان عن طريق خيال في المنام ….!!
انها سحابةُ لطف إلهيّ ،غمرت مجموعة من العلماء المحاويج ببركة الصلاة ، والتضرع الحقيقي لمن بيده مفاتيح الخير والبركات .
انه المنعم الذي لا ينسى عبادَهُ الجاحدين فضلاً عن المنقطعين اليه ….
واننا ليحدونا الأمل ان تغمرنا سحائب اللطف الالهي فتزيحُ عنّا الكربات ،
وتنهي الأزمات ، وتختفي – والى الأبد- كلُّ الفقاعات والنتوءات ….
وما ذلك على الله بعزيز .